01 نوفمبر 2025
تسجيلافتقد الوسط الدبلوماسي في العاصمة السعودية الرياض شخصية متميزة نالت إعجاب ورضى الجميع رسمياً واجتماعياً , ذلك هو معالي الأستاذ عبدالرحمن بن حمد العطية والذي ودع الرياض وصداقاته الواسعة فيها بعد أن انتهت مؤخرا فترة ولايته أميناً عاماً لمجلس التعاون الخليجي والتي بدأت منذ شهر أبريل 2002م , فقد تمحور حول الرجل قبول مطلق اتفقت عليه كافة الدول الخليجية إثر المعطيات الإيجابية التي اتسمت بها فترة ولايته والتي أعقبت مباشرة أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م حيث واجهت المنطقة جملة من التحديات الكبيرة التي كانت دول المنطقة محوراً رئيسياً فيها بل انعكست بعض من جملة تلك الأحداث وتبعاتها حتى على العلاقات البينية لدول المجلس الذي ودع العطية أمانته أيضا في ظروف وتحديات جسيمة كان له دور بارز في رسم مقتضيات مواجهتها بإرادة خليجية واعية تضمن استقرار المنطقة وأمن دولها مما يضيف إلى سيرته الذاتية واسمه أهمية وعمقا في التعاطي مع القضايا والمهمات المصيرية والكبيرة لدول المنطقة وعموم الأمة , وحيث تناقلت الأنباء النية الخليجية المؤيدة من الجميع لطرح اسم العطية لتولي مهمة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية خلفاً للسيد عمرو موسى الذي تنتهي ولايتهُ قريباً فقد حظى هذا الطرح بالقبول والتأييد العام تبعاً لسيرة الرجل وكذلك لوقوف بلاده" دولة قطر" خلف ترشيحه لهذه المهمة العربية التي يناط بها خلال الفترة المقبلة مهمات جسيمة إثر التحول التاريخي في الخارطة السياسية في المنطقة والأحداث التي تمر بها الأمة عموما وليكون أيضا لهذه المؤسسة العربية التاريخية ذلك الدور الريادي والمؤثر للحفاظ على مكتسبات الأمة وإثراء مستقبلها بصيغ عمل فاعلة تدعم رغبات شعوبها في المجالات السياسية وقضاياها المختلفة بما فيها الجوانب التنموية التي تهم كل فرد عربي من الخليج إلى المحيط ولتكن جامعتنا كما ينبغي لها دائما بيتاً للعرب لحل مشاكلهم واستعادة حقوقهم المسلوبة في زمن التحالفات والتكتلات الدولية , وحيث أشرت آنفا إلى دولة قطر كجهة مرشحة للعطية لهذه المهمة القومية فهي الدولة العربية التي تحضى بقبول وتقدير عربي وعالمي واسع إثر مواقفها ومساهماتها في العديد من المجالات التي يلمسها المواطن العربي مباشرة في يومياته وعموم مجريات حياته , فـدولة قطر هي من تبنت من خلال مؤسساتها التنموية الفاعلة العديد من البرامج في مجالات تطوير التعليم ودعم المؤسسات التنموية في عدد من الدول الأعضاء للجامعة بحس عربي غيور وبذل سخي على التكامل وتنمية الفرص أمام الإنسان العربي , فكان للدور القطري حضور تنموي مكثف في جزر القمر وكذلك في قضايا السودان وقطاع غزة والعراق وغيرها من المناطق العربية التي تبدو فيها الحاجة إلى التنمية والمساهمات الفاعلة , ومن جملة هذه المعطيات تظهر علامات القبول ودلائل النجاح لهذا الترشيح فيما لو تقدمت قطر باسم العطية كمرشح لأمانة الجامعة العربية للفترة المقبلة إضافة إلى أن العطية ذاته مؤهل للمنصب بحكم الخبرات والممارسات المتنوعة التي تولاها طيلة فترات عمله ومناصبه لاسيما وأن الفترة المقبلة لدور الجامعة تفرض اهتماما موسعا بالأمن القومي العربي الذي تهدده الآن جملة من المظاهر والتحديات التي تستوجب فهماً أعمق لمضمونها ومصادرها المتسمة في جانب منها بواقع القضية الفلسطينية والأخطار الإقليمية وأهدافها تجاه دول الخليج تحديداً وعموم الدول العربية وهو ما يستوعبه العطية بجدارة من خلال موقعه العملي خلال العشر السنوات الماضية في أمانة مجلس التعاون , بقي أن أشير هنا إلى أن العديد من المواقع العربية والمنتديات تناولت موضوع الترشيح لأمانة الجامعة العربية منذ وقت مبكر وطرحت بعض المواقع الكثير من الأسماء للتصويت العام عليها وظل اسم العطية المرشح الأقوى بين جملة الأسماء المقترحة , مما يدعو إلى توجيه الدعوة إلى دولة قطر لتلبية الرغبة العربية العامة لخوض موضوع الترشح بثقة عطفا على ما سلف . [email protected]