16 سبتمبر 2025

تسجيل

ورقات من حياة محمد قطبة رحمه الله

10 مارس 2023

تأتينا في كل عام ذكرى رحيل الشاعر المربي الدكتور محمد عبدالله قطبة رحمه الله، وبالتحديد في الثالث من مارس 2002 من الميلاد، الثامن من ذي الحجة 1421 من الهجرة، صاحب المواقف والمآثر التي لا تُنسى. وهنا نأتي على بعض المشاهد من حياته رحمه الله في صورة ورقات وما زالت هذه الورقات الخضراء اليانعة الحسنة المنظر لم ولن تذبل بفضل الله تعالى، يأنس الجميع برؤيتها وبمباهجها، إنها ورقات من حياة الدكتور محمد قطبة رحمه الله. الورقة الأولى: إنه الإنسان الشاعر الصادق، والداعية الصالح المصلح المتحرك، والأستاذ المخلص في مهنته الجامعية، والمسؤول الكفؤ في وظيفته، ما أسند إليه عمل إلا واجتهد وأدّى الذي عليه في هذا العمل على أحسن حال وأكمل وجه. الورقة الثانية: إنه الساعي لبذل المعروف وإغاثة الملهوف، المحب لكل من تعامل معه وعرفه وصاحبه، جسّد كل هذا من خلال شعره وحركته في واقع الحياة. ربّ هبْ لي لسان صدقٍ وحقِّ واجعل الله في سبيلك نطقي. الورقة الثالثة: أحبه الجميع وأعطاه الله تعالى الدين والخلق، وهما أجمل وأغلى وأنفس ما يُعطى الإنسان، وكتب الله تعالى محبته في قلوب الجميع القريب والبعيد، وكل من خالطه وعاش معه وعرفه داخل بلده قطر-حفظها الله- وخارجها أينما حل وارتحل. الورقة الرابعة: فلسطين وعاصمتها القدس الشريف قضية المسلمين الأولى كانت تلازمه في شعره لم تغب عنه أبداً من حياته رحمه الله. زلزليهم يا قدسُ فاليومُ عيدُ لا يفلُّ الحديدَ إلاّ الحديدُ. الورقة الخامسة: عاش مع قضايا الأمة وهمومها أينما كانت ونزلت في أي مكان من المعمورة، كان يتحرك لنصرتها ودفاعاً عنها عملاً وكلمة وشعراً، لم يتأخر بما أوتي من استطاعة وجهد. في كل جزءٍ من بلادي قصةٌ تروي ضياع كرامة الإنسانِ. الورقة السادسة: الدكتور محمد قطبة رحمه الله ما زالت القلوب تحبه بعد رحليه الطويل، وبالخير يذكرونه ويترحمون عليه، وينثرون سيرته ومواقفه، وهذا هو العمر الثاني الذي يمنح للإنسان والحياة الممتدة حتى ولو كانت حياته قصيرة. وصدق القائل: ارفع لنفسكَ بعدَ موتكَ ذِكرها فالذكرُ للإنسان عمرٌ ثانِ الورقة السابعة: إنسان متواضع بسجيته رحمه الله، الابتسامة دائماً تصاحبه وطلاقة الوجه تلازمه، لم يعرف الغل ولم يحمل الحقد لأحد. وصدق القائل: فإذا رُزقتَ خليقةً محمودة فقد اصطفاك مقسَمُ الأرزاقِ. الورقة الثامنة: عاش رحمه الله مدافعاً عن دينه وثوابته، حاملاً راية الخير، مرابطاً على أفكاره وقيمه ومبادئه دون أدنى تنازل أو تمييع أو تلميع، أو تصفيق، "ومن عرف قدره أدرك مساحة تأثيره، وعني بها، ووسّع أثرها، وكتب من خلالها ما يريد". الورقة التاسعة: "شعري صورة من الحزن على واقع الأمة، وفي الوقت ذاته انطلاقة وبتحدٍ نحو آفاق المستقبل، فهي مشاعر دفينة في النفس أقلّبها بين فترة وأخرى، لأستثير بها الهمم، ولأذكّر بها الغافل، وأحملها في يدي مشاعل تتحدى الباطل، وتنير الطريق، وتستمد وقودها من النداء الخالد ((كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ)). هذه كلمات في مقدمة ديوانه رحمه الله. رحمك الله يا أبا عبدالله رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته، وجعلك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. "ومضة" يا أمّتي شِرعَةُ الرحمنِ واضحةٌ هي الحقيقةُ والخلاّقُ مُنشيها