11 سبتمبر 2025

تسجيل

حين لا ينفع الندم

10 مارس 2023

يكون الشخص سعيداً وممتناً على الأرجح اذا كان لديه صديق حقيقي يساعده ويدعمه في حياته ويتواجد معه عند الحاجة، فيستمع ويتفهم ويقدم المشورة والحلول والنصائح، وذلك اذا كان إنسانا، فما بالكم اذا كان حيوانا يرافقك وتسنأنس به فيفهمك وتفهمه وتأخذ على طبعه ويأخذ بطبعك وتصرفاتك، وهنا تحضرني قصة جنكيز خان القائد المغولي الذي أسس الامبراطورية المغولية حين خرج جنكيز خان يوماً إلى الصحراء بمفرده ولم يكن معه إلا صديقه الصقر حيث كان هذا الصقر مثلاً للصديق الصدوق. انقطع بهما المسير وعطشا، أراد جنكيز أن يشرب الماء ووجد ينبوعاً في أسفل جبل، ملأ كوبه وحينما أراد شرب الماء جاء الصقر وانقض على الكوب ليسكبه! حاول مرة أخرى، ولكن الصقر مع اقتراب الكوب من فم جنكيز خان يقترب ويضرب الكوب بجناحه فيطير الكوب وينسكب الماء! تكررت الحالة للمرة الثالثة، استشاط غضباً منه وأخرج سيفه، وحينما اقترب الصقر ليسكب الماء ضربه ضربة واحدة فقطع رأسه ووقع الصقر صريعاً، أحس بالألم لحظة أن وقع السيف على رأس صاحبه، وتقطع قلبه لما رأى الصقر يسيل دمه، وقف للحظة، وصعد فوق الينبوع، ليرى بركة كبيرة يخرج من بين ثنايا صخرها منبع الينبوع وفيها حية كبيرة ميتة وقد ملأت البركة بالسم!. أدرك جنكيز خان أن صاحبه كان يريد منفعته، لكنه لم يدرك ذلك إلا بعد أن سبق السيف العذل وقضي الامر ومات الصقر، أخذ صاحبه، ولفه في خرقة، وعاد جنكيز خان لحرسه وسلطته، وفي يده الصاحب بعد أن فارق الدنيا، أمر حرسه بصنع صقر من ذهب، ونقش على أحد جناحيه: "صديقك يبقى صديقَك ولو فعل ما لا يعجبك"، وعلى الجناح الآخر: "كل فعل سببه الغضب عاقبته الإخفاق". خاطرة،،، الصديق الحقيقي هو من يكون بجانبك عندما يرحل عنك العالم كله. [email protected]