10 سبتمبر 2025

تسجيل

أشعلها في مكتبه!

10 مارس 2022

أخذ سيجارته الإلكترونية ووضعها في فمه وبدأ ينفث الدخان وحوله موظفون لا احترام ولا ذوق. هذا المشهد في مكتب من مكاتب الدوائر الحكومية، ومع الأسف في أحد المستشفيات الحكومية. ألهذا الحد وصل الأمر بنا في المكان الصحي، والمفترض أن يكون أنقى مكان يُستنشق فيه الهواء. حدثني بهذا الأمر صاحبي وبحرقة يقولها، وهو من موظفي المستشفى، ونحن نسأل ولنا الحق أن نسأل، ولكم يا جهة الاختصاص أن تتابعوا الأمر:- هل صحيح من أمن العقوبة أساء الأدب؟ نعم!. أين نحن من ركائز رؤية 2030 الوطنية؟ أليس-للتذكير- من ركائزها الأربعة (التنمية البيئية)، وهي تهدف إلى بناء علاقة قوية وراسخة بين المجتمع وبيئته ومؤسساته؟. فهل نحن نسير مع هذه الركيزة حقيقة. أم أنها مجرد شعار يتداول.؟ هل أصبح من الضرورة وضع خطوط حمراء لهذه التصرفات السلبية جداً وبصرامة غير الحضارية، فلا هي من تعاليم ديننا ولا من أخلاقنا؟ أين الجهة المختصة عن ما يحدث في مكاتب المستشفيات من تعاطي السيجارة الإلكترونية؟ ابحثوا عنها في أدراجهم فستجدونها!. والبعض يتباهى بها ويحملها في يده، عجيب!. أين الحفاظ على سلامة المكاتب والممتلكات؟ وأين حماية صحة العاملين في هذه المؤسسة والمستشفيات؟ وأين تعزيز الأمن الصحي في هذه المرافق الحيوية؟ نتمنى من الجهة المختصة أخذ هذا الأمر بجدية ومحاسبة كل من يشعل السيجارة الإلكترونية في مكاتب المستشفيات الحكومية. ومن سمح لهم بتلويث مكاتب المستشفيات. أليس كل يخالف الأنظمة الصحية و(البروتوكولات) المتعارف عليها أنه وقع في المحظور؟، فشعار ممنوع التدخين أصبح مجرد لافتة ميتة توضع هنا وهناك في المؤسسات الحكومية وفي المرافق العامة والمستشفيات على وجه الخصوص، ونرجو ألا يصل الأمر إلى مدارسنا، حتى هذه اللحظة لم نسمع بشيء من هذا في مدارسنا، وإذا سمعنا أو قيل أنه يحدث فلنا معهم حديث يُكتب!. أليس من حقي أنا وغيري أن نستنشق الهواء النقي النظيف في مؤسساتنا الحكومية، وخاصة في مكاتب المستشفيات؟ بلى. وهناك تناقض وانفصام في الشخصية، لماذا إذا سافر المدخن إلى بلد غربي يلتزم التزاما كاملاً ومحترماً لقوانين ولوائح هذا البلد في مسألة التدخين؟ أما في بلده فلا، وتنتكس عنده الموازين!. إن من يأتي بهذه المظاهر في دوائرنا الحكومية مهما كانت جنسيته والوظيفة التي يشغلها، يحتاج إلى تعلم وممارسة الذوقيات والالتزام الصحيح بأخلاقيات العمل مع من حوله. فهناك من يعكر المزاج في العمل عندما يتعدى على حقوق الآخرين ويكسر منظومة القيم في دائرة العمل. فلنصنع الجمال ومشاهده في دوائرنا الحكومية، وبالأخص في مستشفياتنا، ولنوسع مساحة هذا الجمال ففينا الخير!. قال الإمام عبدالله بن المبارك رحمه الله " نحن إلى قليلٍ من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم". وقال أيضاً رحمه الله "كاد الأدب أن يكون ثُلُثي الدين". "ومضة" عندما تكون المسؤولية مجردة من القيم والذوقيات فودّع المسؤول والمسؤولية!. ونعيد..ابحثوا عنها في أدراجهم فستجدون من يُشعلها!. [email protected]