16 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ماذا قال الجانب الفلسطيني لنائب الرئيس الأمريكي جو بايدن لما التقى به الرئيس محمود عباس في "رام الله" المحتلة مساء الأربعاء، ردا على الانتقاد الضمني للقيادة الفلسطينية "لعدم إدانتهم الهجمات ضد الإسرائيليين"، وذلك تعليقا على ما تصفه وسائل الإعلام الأمريكية والإسرائيلية بـ"أعمال العنف" ضد المستوطنين وجنود الاحتلال؟بايدن قال بعد لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو: "الولايات المتحدة الأمريكية تدين هذه الأعمال"، لكنه لم يلحظ الأسباب وتغاضى عنها، فهو كغيره من مسؤولي البيت الأبيض لا يرى إلا بعين واحدة، ولا يسمع إلا بالأُذن الإسرائيلية، ويتناسى شعور الشعب الفلسطيني بالإحباط بسبب الاحتلال والتوحش والتغوّل، الذي لم يشهد العالم له مثيلا في التاريخ البشري.الإدارة الأمريكية لا يهمها أعمال الهدم والطرد للفلسطينيين ومصادرة الأراضي التي تقوم بها سلطات الاحتلال، ما يؤدي إلى جعل كثير من الفلسطينيين بلا مأوى، في الوقت الذي لا يزال فيه النشاط الاستيطاني مستمرا، وهي جميعها أعمال تضر بإمكانية التوصل إلى حل الدولتين بين الفلسطينيين وإسرائيل، كما يدعو ذلك إلى التشكك في التزام إسرائيل بحل الدولتين.بماذا رد الرئيس عباس على انتقادات بايدن غير الموضوعية، ومطالبته السلطة بالتدخل لإيقاف التحريض، وما أسماه العنف والانتقام من جانب الفلسطينيين؟ وماذا حمل معه "الناطق باسم إسرائيل" إلى الجانب الفلسطيني من أفكار ونصائح وتهديدات مبطنة للانصياع والسير باتجاه استئناف المفاوضات مع الاحتلال، بخاصة قبل رحيل الإدارة الأمريكية الحالية من البيت البيض بعد أشهر قليلة؟أعتب على أولئك الذين يثيرون هذه الجدلية السفسطائية بين فترة وأخرى حول الاستراتيجية الأمريكية تجاه الشعب الفلسطيني ومقتضيات تحرره من الاحتلال، هذا أوّلا، وثانيا العتب على منظّري السلطة وفلاسفة الكلام الذين يلومون الإدارة الأمريكية لمسلكها السياسي المنحاز بالكامل "كرها وطوعا" إلى جانب الظلم والعدوان الإسرائيليين ضد الشعب الفلسطيني، واستمراره على مدار عقود طويلة.ليس غريبا، ولكنه استفزازي هذا الموقف الأمريكي الذي يحمل على السلطة الفلسطينية لمجرد أن يمارس الشعب الفلسطيني حقه في الدفاع عن أرضه والعمل على استعادتها، وفي المقدمة من ذلك حماية البيت المقدس من إجراءات وخطوات التهويد، ناهيك عما حصل في المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل المحتلة من مصادرة حق المصلين المسلمين فيه بحرية وعلى الدوام.أعتقد أن من واجب القيادة الفلسطينية أن تقول كفى للانحياز الأمريكي الأعمى للمحتلين الصهاينة، وأن لا تسكت عن مجازر جيش الاحتلال وإعداماته الميدانية للشبان والفتيات الفلسطينيات بمزاعم الطعن بالسكاكين والدهس بالسيارات.أعتقد أن من الواجب الوطني على السلطة الفلسطينية أن تُفهم بايدن وأمثاله أن ممارسة الحق باللجوء إلى العدالة الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب ومنتهكي حقوق الإنسان الفلسطيني أمر قانوني أجازته القوانين الدولية، وليس هنا أي غرابة بهذا التحالف الأعمى بين واشنطن وتل أبيب الذي لم يعد مقنعا لأحد على الإطلاق، فلا الدولة العظمى قادرة أو راغبة بنصرة الحق الفلسطيني، وتنتقد الفلسطينيين لطَرقهم أبواب منظومة المجتمع الدولي بشرعيته وعدالته وقوانينه لإنصافهم، ولا تدعهم يسعون إلى العدالة والإنصاف من غيرهم، وإن لم تفعل ذلك فلن تكون هذه السلطة فلسطينية ولا وطنية.. وإلى الخميس المقبل.