29 أكتوبر 2025
تسجيلإن مما تواضع عليه الناس من معلومات أن سمك القرش الكبير يأكل السمك الصغير في عالم البحر لضعفه. أليس هذا ما يجري تماما عبر عالم البر في عصرنا هذا حيث طلاب السلطة والثروة والشهرة من حكام ظالمين. ورجال أعمال تماسيح. وجماعات تعشق الشهرة والجاه دون أخلاق بغية الظهور.! ولا يمكن تبيّن السبب الحقيقي وراء ذلك إلا في وحش الغرور الذي يسيطر عليهم فيُعْميهم ويُصمهم حيث إنهم بلا هدى ورشاد. ولعل ما يسمى (حزب الله) بقيادة حسن نصر الله قد ظهر أنه مُتَسربِل بهذا الغرور المقيت قلبا وقالبا فلا غَرْوَ أن يُعْلَن عن إرهابه في مؤتمر وزراء الداخلية العرب في ‘‘تونس’’ خلا قِلة تحفّظوا...ولكن بحسب القاعدة الإسلامية: (فإن الأكثر له حكم الكل والنادر لا حكم له)، وفي هذه الشؤون المهمة للعرب والمسلمين كان لا بد من فضح الباطل وتماديه حتى (بلغ السيل الزّبى)! والإشارة إلى الحق الذي يدمغه عاجلا أو آجلا كائنا من قام به بنية مخلصة وصدقٍ قولاً وفعلاً.والجدير بالذكر أن هذا الإعلان بإدانة الحزب وممارساته العسكرية والسياسية الإرهابية – ولو جاء متأخراً- فلا بد من بيانه لشدة خطره على الأمن والسلام الإقليمي والدولي. ولأسباب أهمها:- أنه صنيعة إسرائيلية حيث أكد ‘‘المركز الأورشليمي’’ للدراسات الصهيونية قول وزير الدفاع السابق ‘‘ايهود باراك’’ أن حزب الله صنعتنا. وما تعاظمت قوته إلا بسببنا، ذكر ذلك على التليفزيون بمناسبة مرور عشر سنوات على الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب وأن الحزب أثناء دخول الصهاينة إلى لبنان لم يكن موجودا وإنما وُجد بسببنا!، ونحن نقول هنا لمن انخدع بالانسحاب وأنه نتيجة قتالٍ للإسرائيليين: إن هذا الانسحاب كان أُحاديا عام 2000م وأما القتال في يوليو 2006 فثمة مقابلة تليفزيونية لحسن نصر الله تُثبت أنه لو كان خطف الجنديين الصهيونيين يدمر لبنان ويهجّر عشرات الآلاف لما فعل ذلك. كما أنه صرح لجريدة ألمانية حينها بعدم معرفته بالنتيجة التي ستكون هكذا!! ومن جهة أخرى فقد كشف الباحث الإيراني ‘‘تريتا بارزي’’ في كتابه ‘‘حلف المصالح المشتركة’’ تفاصيل العلاقة السرية مع إسرائيل واستدل بأن ‘‘الخميني’’ قد هجّر اليهود الإيرانيين في حافلات إلى ‘‘باكستان’’ ثم ذهبوا إلى أستراليا ومنها إلى إسرائيل قائلا: إن وحدة الهدف الفارسي الإسرائيلي يتجاوز الخصومات إذا جاء لتحطيم العرب!! أقول: ولما سئل الخميني لماذا لا تعترف بإسرائيل؟ قال: أما عَلَناً فلا. ولذلك فإن الكاتب السياسي الجزائري ‘‘أنور مالك’’ علّق فقال: إن الصهيونية والصفوية وجهان لعملة واحدة وثمة علاقات سرية وثيقة مع إسرائيل مباشرة أو غير مباشرة، أما ما يُبث ضد الحزب علنا فإنما هو لذر الرماد في العيون! وإن موقف اعتباره إرهابيا له تداعيات خطيرة على لبنان والمنطقة حيث ستفتح الملفات المغلقة جديدا وأهمها اغتيال‘‘رفيق الحريري’’ رحمه الله ثم التدخل الإرهابي في سوريا بل كَسب بعض منسوبي العلم المنافقين من مشايخ وشخصيات لبنانية وسورية وسواها أقول: إن جميع من خُدعوا لا دليل لهم غير التلبيس أنه يقاوم ضد إسرائيل وهذا ليس صحيحا، (فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ) غافر44 وأفيدكم أن العلاقة بين الخميني ونصر الله هي علاقة الروح بالجسد لكن ربما الأغلب لا يعرفون أنه كان مُستخدَم الصهاينة والأمريكان ومن كلامه الخطير بكتابه ‘‘الحكومة الإسلامية’’ ص -52: إن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه مَلَك مقرّب ولا نبي مُرسَل!فهم يتصرفون كما يشاؤون دينيا وسياسيا ويرونه صوابا. وإيران هي المتحكمة الحقيقية بحزب الله حسب اتّباع نصر الله لولاية الفقيه سيّما بعد توكيل الخميني له بلبنان حتى صار خمينياً للبنان. وطبعا من بعده ‘‘خامنئي’’ بهدف تصدير الثورة إلى البلاد العربية والإسلامية. وأكد الكاتب الصهيوني ‘‘شمعون شابيرا’’ ذلك في ورقة بحثية للعلاقات الخفية الرابطة بين حزب الله وإسرائيل وإيران ضد الدول السنية. ونقل هذا الدكتور ‘‘سامح عباس’’ لمفكرة الإسلام منذ يوليو 2010م وهو ما أكده ‘‘أنور مالك’’ ثانية بمقاله عن كواليس علاقة الحزب بإسرائيل. وهنا يجب ألا ننسى كيف كشف جواسيس يعملون لصالحها دون عقابهم! والخلاصة القريبة: أن إسرائيل تَجْهد لإبقاء اللا نظام السوري. وإيران تدعم ذلك فعليا وحزب الله تحت إمرتها. وإنما تقوية إسرائيل له أيضاً حتى لا يتمكن لبنان كدولة من بسط نفوذه حتى على أرضه بمختلف المستويات خصوصا انتخاب رئيس الجمهورية إلا به. وليكون منطلقا لتصدير ما يسمونه الثورة الإيرانية! وختاما- وكما يقول أنور مالك:- لو كان حسن نصر الله خطيرا لقتلوه بأي وسيلة سيما أنه يظهر دوما في خطاباته والقمر الصناعي يصوّر أدق الأشياء... كما قَتَل المجرمون سابقا رئيس الوزراء التركي ‘‘عدنان مندريس’’ وكما قتل الصهاينة ‘‘أحمد ياسين’’ رحمهما الله. ولمن يقول بمصلحة الحزب مع إسرائيل أو سواها فنحيله إلى كلمات ‘‘صبحي الطفيلي’’ الأمين العام السابق للحزب وغيره من علماء الشيعة المعارضين.