11 سبتمبر 2025

تسجيل

منظومة الثقافة

10 مارس 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); دون الدخول في جدل سفسطائي، أو الغوص في تنوع التعريفات الملتبسة حول الثقافة، فإنها تعني مجموعة من القيم التي ينبغي الحفاظ عليها، والعمل بها، وإن كان البعض يزيد على ذلك بأنها تعني صقل النفس والمنطق والفطانة. وفي القاموس: "وثقف نفسه، أي صار حاذقاً خفيفاً فطناً، وثقفه تثقيفاً أي سواه".أردت بالتعريف السابق الولوج إلى أهمية الثقافة وما يمكن أن تمثله في المجتمعات، وخاصة التي تطمح إلى بناء مؤسساتها، وتنمية كوادرها البشرية، غير أنه لا يمكن بحال أن يتحقق كل هذا بعزل جانب عن آخر، فكلاهما لابد له أن يتكامل مع الآخر، من أجل تحقيق مفهوم الثقافة.وعليه، فلا يمكن اعتبار المؤسسات التي تضخ عملاً ثقافياً بأنها كل الثقافة، أو أنها يمكن بمفردها أن تحقق منجزاً ثقافياً، بل إن هناك العديد من الجوانب التي تتكامل مع الصروح الثقافية، لتتحقق المعادلة المرجوة في الوصول الى بنيان ثقافي، قادر على الحفاظ على التراث من ناحية، ويواكب المنجز الحضاري بكل تطوراته من ناحية أخرى.وإذا عدنا سريعاً بالذاكرة إلى الرعيل الأول من المبدعين ، لوجدنا أنه لم يكن لديهم ما يعرف بالصروح الثقافية القائمة اليوم، إذ إنهم تمتعوا بالموهبة، فعملوا على تنميتها وصقلها، ومن ثم ذاع صيتهم، وما زلنا حتى يومنا نقرأ إبداعاتهم. وإن لم تكن محفورة في الأذهان، فهي بداخل صفوف الدراسة، يتعلمها الأبناء، وتتوارثها الأجيال.لذلك، حينما نتحدث عن العمل أو الفعل الثقافي، فإننا لابد أن نتحدث عن منظومة متكاملة تجمع بين المبدع أو الناشط الثقافي، وبين الوسيلة التي يمكنه من خلالها ضخ هذا الإبداع، وهنا تكمن أهمية الصروح الثقافية، لنصل في النهاية إلى المنتج الثقافي.هذا المنتج لا يمكن بمفرده أن يكون منتجاً ما لم يصل إلى متلقيه، الأمر الذي يعيدنا إلى الحديث عن المنظومة الثقافية التي تتكامل عناصرها ما بين مبدع ووسيلة ومتلق.قد يكون ما ذكرته مثيراً للجدل، بغية فتح نقاش هادئ حوله، وصولاً إلى ما يحقق التعريف الذي صدرنا به هذا المقال، بأن تكون الثقافة ذات معنى، وليست قولاً، وأنه ما لم تتكامل مقوماتها، فعلى مدعي الثقافة إلزام مجالسهم.