11 سبتمبر 2025
تسجيلعقد في العاصمة القطرية الدوحة "مؤتمر القدس الدولي" -برعاية جامعة الدول العربية- على مدى ثلاثة أيام؛ حيث يأتي انعقاده تنفيذًا لقرار "قمة سرت" بليبيا، تضامنًا مع القدس ودعم صمودها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. ويتناول المؤتمر محاور أساسية عدة، في مقدمتها القدس في القانون الدولي، والقدس والتاريخ، ومناقشة مساعي الاحتلال الإسرائيلي لتزييف تاريخ المدينة المقدسة، كما سيتناول الانتهاكات الإسرائيلية بتفصيلاتها المختلفة؛ كالاعتداء على المقدسات والتراث في المدينة، وتجريف المقابر وتأثير السياسات الإسرائيلية على الصحة والتعليم في المدينة المقدسة. وكان مقررًا أن يعقد هذا المؤتمر في الربع الأول من العام الماضي (2011)، لكن اندلاع الثورات العربية في تونس وليبيا ومصر أرجأ انعقاده. وقد تم تشكيل لجنة تحضيرية للمؤتمر تضم ممثلين من: السعودية، ومصر، والأردن، والجزائر، وسورية، وفلسطين، وليبيا، والمغرب، إضافة إلى الجامعة العربية. وفي تصريح لسعادة السفير محمد صبيح، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة، قال فيه " أن دولة قطر سخّرت كافة إمكاناتها من أجل ضمان نجاح المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس". واضاف قائلا ، في حديث أدلى به لوكالة الأنباء القطرية (قنا) عقب وصوله إلى الدوحة على رأس وفد كبير من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية للتحضير للمؤتمر،" إن انعقاد هذا المؤتمر على أرض الدوحة لهو في حد ذاته ضمانة كافية على نجاحه، نظرا لأن القيادة القطرية تحرص دائما على الوفاء بالتزاماتها تجاه قضايا الأمة العربية". ويأتي الجهد القطري الرسمي لعقد هذا المؤتمر بقيادة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بعد سلسلة من المبادرات القطرية الداعمة للشأن الفلسطيني، في إطاره الأخوي، ومن منطلق المسؤولية الإجتماعية لدولة قطر تجاه أشقائها. أن دولة قطر ساهمت منذ أيام بعقد لقاء مصالحة بين الفصيلين الأكبر في الجسم الوطني الفلسطيني، فتح وحماس، من أجل الدفع بعملية المصالحة ونقلها من حالة الجمود، والذي اضر كثيرا بالقضية الفلسطينية العادلة إلى حالة التصالح ووحدة المصير. حيث استثمرت قطر أمكانياتها السياسية والإقتصادية من اجل دعم القضية الفلسطينية. وتعهدت قطر بحماية الإتفاق من خلال علاقتها المتميزة مع الطرف الأمريكي، وكذلك المساهمة في إعادة بناء قطاع غزة، والإستمرار في دفع رواتب الموظفين ،إضافة إلى الإستمرار في تبني المشاريع الإنسانية العديدة، سواء من خلال مؤسسة قطر ومؤسستها الإنسانية" ايادي الخير نحو أسيا"، وبتوجيهات كريمة من صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، والتي أظهرت موقفا أخلاقيا مقدرا في تحدي الغرور الأسرائيلي الذي حاول بكل مايستطيع من أن يمنع عضوية فلسطين في منظمة اليونسكو، وساهم من خلال منظمات الضغط في الولايات المتحدة الأمريكية من تجميد دعم الولايات المتحدة الأمريكية عن المنظمة المهنية . وتعهدت حينها الشيخة موزا حفظها الله بسد النقص في الدعم، لإستمراء منظمة اليونسكو في أداء دورها التربوي والتعليمي في العالم. إن علاقة قطر، بالرغم من أنها دولة صغيرة في حجمها، بالقضية الفلسطينية، علاقة مصير مشترك. علاقة تحكمها معايير أخلاقية، ودينية، واجتماعية، وانسانية، واقتصادية نزيهة. فتحية لدولة قطر، وقيادتها الرشيدة على هذه المبادرات المتميزة والشجاعة في زمن قل فيه الشجعان. * المشرف العام على الشبكة الإقليمية للمسؤولية الإجتماعية