10 سبتمبر 2025

تسجيل

ثقوب في جدار التعليم

10 فبراير 2022

كيف يمكن إغلاق وسد هذه الثقوب؟ وكيف يمكن التعامل معها؟ وفي الأساس من هو السبب في وجود هذه الثقوب في جدار التعليم؟ فلنسرع ونعمل ونبادر على سد هذه الثقوب في جدار التعليم، فبالإمكان تدارك الأمور وتصحيح المسار، ولكن هذا كله لا يأتي بسهولة، وإنما يحتاج إلى قرارات قوية وخطوات حقيقية بناءة وفاعلة، وشفافية في مساحات المنظومة التربوية التعليمية. وهنا نأتي على بعض الثقوب في جدار التعليم لعل من يأتي ويسدها للأبد، وتكون النتائج طيبة ونرى أثرها على الطلاب في جميع المراحل التعليمية، وكل من يعمل في الميدان التربوي التعليمي:- * ثقب الاكتظاظ الطلابي في الفصل الدراسي في غالب المدارس، مع أن الفصل الدراسي صمم ليستوعب ما بين 20 إلى 25 طالباً. (بالله عليكم) كيف سيتعامل المعلم مع عدد يزيد على هذا العدد المخصص له؟ وكيف سيشارك الطالب ويتفاعل مع معلم المادة الدراسية وفهمها؟ فمتى ننتهي من ردم هذا الثقب في جدار التعليم اليوم وليس غداً، مع أن الأمر سهل؟!. وقرأت أن في إيطاليا عدد الطلاب لا يزيد على 25 طالباً في الفصل، مع أن عدد سكانها فوق 60 مليوناً. * ثقب كثرة المواد الدراسية وخاصة في المرحلة الابتدائية من الصف الأول إلى الثالث الابتدائي، فهذه المرحلة العمرية يكفيها أن تتعلم المهارات التالية (مهارة القراءة-مهارة الكتابة- مهارة الاستماع- مهارة التحدث)، فهذه المرحلة بصفوفها الأولى الثلاثة تحتاج فقط إلى هذه المهارات العملية، لتتحرك بعدها حركة صحيحة عندما تنتقل إلى الصف الرابع الابتدائي. وتختصر في المواد التالية (اللغة العربية-التربية الإسلامية-الرياضيات-اللغة الإنجليزية)، وهذه المواد تحتاج إلى المهارات السالفة الذكر أعلاه، ولا نكثر!. * ثقب كثرة التكاليف التي تُعطى للمعلم، والمعلم يحتاج فقط أن يكون لمادته يعطي فيها أكثر ويتميز، فإذا أشغلته الإدارة المدرسية عن هذا الأمر فاعلم أن هناك ثقبا كبيرا وخللا. فمن المسؤول عن هذا؟!. * ثقب فوق الخمس سنوات يقضيها مدير مدرسة ما في مدرسة ما، لا تدوير ولا تغيير لموقعه، ولعله مدير متميز، ويمكن نقله لمدرسة أخرى ليستفاد منه في موقع آخر، مع إعطائه امتيازات إذا كان موقع المدرسة بعيدا عن مكان سكنه. * ثقب في القرارات العشوائية والارتجالية، وهذا الأمر لا ينفع في المنظومة التعليمية بكل جوانبها ومساحاتها. "إن التخطيط السليم الذي يصنع الأهداف ويبني الاستراتيجيات ويرسم الخطط التنفيذية، والذي ينطلق من الواقع ويوظف كل المعطيات والمدخلات بوعي ومسؤولية(وشفافية) هو الخلاص.. بعد توفيق الله عز وجل". فهل نستطيع أن نفعل ذلك؟! ما هذه الثقوب في جدار التعليم إلا بالقرارات العشوائية غير المدروسة، وأهل الميدان المدرسي يشتكون!. * ثقب الضعف في مهارة الكتابة لدى الطلاب والطالبات -لا نعمم- ولكن هذا واقع ومشاهد، والكل يلاحظ ويشتكي من هذا الثقب. * ثقب المتاجرة بالتعليم، وهو أن نجعل الطالب سلعة يتنافس عليها تجار المدارس الخاصة، وخاصة مع وجود القسائم التعليمية والزيادة عليها من قبلهم، وقد تخلو هذه المدارس من قوة في التحصيل وإكساب المهارات. * ثقب الحقيبة المدرسية الثقيلة، إلى متى يحمل الطالب هذا الحمل الثقيل، فغالب الطلاب يحملون كتب كل المواد في يومهم الدراسي، صحيح أن هناك جدول الحصص اليومي، ولكن تبقى الحقيبة ثقيلة!. * ثقب التعامل مع الطلاب بدرجة واحدة. أيها المعلم الفاضل لا تنس أبداً أن هناك فروقاً فردية بين طالب وطالب، وأن هناك ظروفاً تأتي على الطالب لا بد من مراعاتها، فنحتاج إلى معلم ذي كفاءة فنية عالية المستوى عندما يكون في هذا الميدان، وإلا سيتسع الثقب في جدار التعليم إذا لم يأت على ذلك بوعي، "فمهنة التعليم أُجرة وأجر"!. * ثقب مدارس حكومية مؤجرة، وبعض المناطق تحتاج إلى هذه المدارس. لا بد من سد هذا الثقب، ولنبتعد عن المجاملات والمصالح، فالتعليم إذا وجد فيه ثقب المصالح فسلَام على التعليم! جاء عن الدكتور محمد الرشيد رحمه الله "فتش عن التربية لتعرف سبب نجاح أي دولة أو فشلها". هل انتهت الثقوب في جدار التربية والتعليم؟ لا......!. "ومضة" ترشيد الوعي والشفافية في التربية والتعليم، فـ"إذا صلحت الأسس والأركان في البناء أمكنك أن تُصلح ما أتى عليه من ثقوب في جداره"!. [email protected]