19 سبتمبر 2025

تسجيل

بيتنا الخليجي والمؤامرات التي لم تتوقف عنه بعد (2)

10 فبراير 2018

الخلاف الخليجي كان يحل في السابق خلال عدة أيام واليوم تبدلت الأحوال بسبب الإملاءات الخارجية هذه الخلافات المفتعلة مزقت الشعوب وضربت بين قبائلها وفرقت بينها بشتى أنواع التمزيق الخسيسة  واذا تذكرنا تلك الأيام الخوالي مع تأسيس مجلس التعاون الخليجي قبل ما يقارب من 37 سنة نستطيع القول بأن اللحمة الخليجية كانت نواياها تختلف عن هذه الايام.. وذلك بسبب طبيعة العلاقات المشتركة بين الدول والمصالح التي تربط بينها في مثل هذه الظروف، حيث كان الخلاف الخليجي الخليجي يحل في عدة أيام وتنتهي المسألة بأكملها. أما اليوم فقد تدخلت قوى خارجية في شؤون البيت الخليجي وغدا حل أي أزمة مفتعلة بين الأشقاء يتم تمطيطه وإطالته لفترة أطول من المتوقع بهدف البحث عن بعض المكاسب.. وهذا هو الواقع المرير الذي نعيشه في هذه الفترة الحرجة من تاريخ مجلس التعاون!!. تاريخ بعض المؤامرات المفتعلة حيث تشير الأحداث السياسية التي جرت على الساحة الخليجية خلال العقود الثلاثة الماضية إلى وقوع العديد من التقلبات والتدخلات السياسية بين دول مجلس التعاون الخليجي، وخاصة بعد غزو العراق للكويت في الثاني من أغسطس 1990 م وهي الكارثة الأكثر تأثيرا في تكاتف اللحمة الخليجية المشتركة. ونذكر الخلاف الحدودي العارض الذي وقع بين قطر والسعودية في بداية تسعينيات القرن الماضي.. ثم جاءت محاولة المؤامرة الانقلابية الفاشلة ضد قطر في عام 1996 م.. وبعدها وقعت مسألة سحب السفراء لبعض دول مجلس التعاون من قطر في عام 2014 م، واستمرت الأزمة لعدة أشهر حتى عادت المياه إلى مجاريها بسبب مبادرة بعض العقلاء في البيت الخليجي. والأزمة الحالية هي أزمة معقدة للغاية.. فالكثير من المحللين والنقاد في الإعلام والسياسة يؤكدون أنها أزمة غير عادية وغير حقيقية بل ومختلقة، لكونها تعيش بعض الظروف الغامضة في ظهورها على السطح بعد انعقاد قمة الرياض مباشرة والتي عقدت في مايو 2017 م.. حيث جاء بعد القمة بساعات اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية.. وفي الخامس من يونيو 2017 م بدأ الحصار الظالم ضد قطر بطريقة إجرامية وهمجية من بعض دول مجلس التعاون التي تربطنا بها علاقة دم وأخوة وعلاقة التشابه قي  اللغة والثقافة والدين، وهو ما كان يستغربه البعيد قبل القريب!!. المؤامرات لا تنتهي فالخلاف الخليجي كان يتم حله في السابق خلال عدة أيام وهو ما كان يتعارف عليه الجميع.. بينما اليوم تبدلت الأحوال بسبب الإملاءات الخارجية والتدخلات في الشؤون الداخلية لبعض دول الخليج.. وهو ما جعل هذه الخلافات الخليجية المفتعلة تمزق الشعوب وتضرب بين قياداتها أولا، وبين شعوبها ثانيا.. ففرقت بينها بكل قذارة وخسة. ولعل الأسوأ في الأمر هو ما يدعونا للاستغراب باستمرار من خلال طرح التساؤلات الآتية: لماذا تحاول دول الحصار تمطيط الأزمة وإطالتها لفترة أبعد؟ ومن المستفيد والمتضرر من كل هذه الخلافات المفتعلة ؟ ولماذا يكون البحث عن سلاقة الثروة الاقتصادية لقطر هو المحور الرئيسي لكل الأزمات الخليجية المفتعلة؟!!. كلمة أخيرة : ما نتمناه أن يعود صوت العقل من جديد إلى البيت الخليجي الذي هو أصل وحدتنا وتماسكنا.. بعيداً عن أي خلافات لا ناقة لنا فيها ولا جمل.. فاتحدوا يا أهل الخليج الواحد ولا تتفرقوا أفرادا.. وعلى حسب قول الشاعر العربي القديم: تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسرا واذا افترقن تكسرت احادا