10 سبتمبر 2025

تسجيل

الرشادة الدبلوماسية وكشف الأكاذيب

10 فبراير 2018

شهد الحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي والنشاطات المصاحبة له سواء كانت عبر اللقاءات أو الاجتماعات الثنائية والذي عقد الأسبوع الماضي بالعاصمة الأمريكية واشنطن، فرصة جديدة لتوسيع قنوات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري القائمة بين البلدين الصديقين، بما يعود بالنفع على الطرفين في ظل الامكانات الهائلة التي يتمتع بها اقتصاد كل منهما. وحقق الحوار الاستراتيجي العديد من النجاحات. ومن أهم نتائج  الحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي في الجانب التجاري والاستثماري، التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وخطابات نوايا في مجال الاتصالات والمدينة الذكية ومكافحة الاتجار بالبشر، واتفاقيات أخرى سيتم التباحث في شأنها في اجتماع لجنة "التيفا" الذي سيعقد في الدوحة قبل نهاية عام 2018م لبحث الموضوعات المتفق عليها مثل اتفاقية التجارة الحرة، واتفاقية الاستثمار، والملكية الفكرية، والتجارة وسلامة الغذاء. كما حفل الحوار بنشاطات متعددة ولقاءات هامة هدفت إلى تعزيز التعاون القائم بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتجارية، من جهة أخرى بدد الحوار أكاذيب دول الحصار  واتهاماتها الباطلة لدولة قطر كما كشف عن المطالب الاستفزازية لدول الحصار الجائر. الحوار أكد على تدارك ترامب وإدارته للخطأ الذي وقعوا فيه عند بداية الأزمة وهو الانحياز لدول الحصار. انكشفت المعطيات والحقائق مع مرور الزمن وتجلت الأمور على حقيقتها وهذا ما جعل الإدارة الأمريكية تراجع حساباتها وتتعاطف يوما بعد يوم مع دولة قطر. شراء الذمم وفبركة المؤتمرات والندوات وتوظيف وكالات العلاقات العامة الدولية لشيطنة قطر ونعتها بكل النعوت والصفات لم تنجح في نهاية المطاف لأن الحقيقة تظهر إن آجلا أم عاجلا.       يعكس الحوار الاستراتيجي التقدم السريع الذي شهدته العلاقات بين البلدين، والتي تم تعزيزها وتمتينها بعقد العديد من الاتفاقيات السياسية والأمنية والعسكرية، والمناورات والتدريبات العسكرية المشتركة التي قامت بها قوات البلدين خلال الأشهر القليلة الماضية، خصوصاً بعد اندلاع الأزمة الخليجية. إن هذا الحوار سيجعل دول الحصار تعيد النظر في سياساتها المتبعة في الآونة الأخيرة، والتفكير في استراتيجيات جديدة بعيدا عن الحصار والعودة إلى البيت الخليجي الذي يعتبر الميلاد الأفضل لمواجهة التربصات العديدة التي تواجهها دول مجلس التعاون الخليجي. يعد  الحوار  الاستراتيجي الأمريكي القطري ضربة مؤلمة  لدول الحصار. كما أكد الحوار أن الولايات المتحدة الأميركية حليف إستراتيجي لقطر  وهذا ينفي مزاعم دول الحصار برعاية قطر للإرهاب، فكيف لدولة تكافح الإرهاب مثل الولايات المتحدة أن تقيم علاقات استراتيجية مع دولة إرهابية؟! بل هذا الحوار ما هو إلا رسالة من واشنطن إلى دول الحصار بأنه -وبعد ثمانية أشهر من الاتهام الجائر- أثبتت براءة دولة قطر من تهمة رعاية الإرهاب التي اتُّهمت بها. كما يؤكد الحوار  على التزام دولة قطر والولايات المتحدة الأميركية بزيادة التعاون في مجالات عديدة تشمل الاقتصاد والطاقة والصحة والتربية والاتصالات والبنية التحتية والمواصلات...الخ،   والتي بلا شك سوف تكون ذات منفعة متبادلة في مستقبل العلاقات بين الدولتين، كما وضّح الطرفان الخطوط العريضة ورسما خارطة طريق للمضي قدماً نحو علاقات استراتيجية وطيدة لمستقبل العلاقات بين الدولتين، الحوار الاستراتيجي أكد  كذلك على استمرار التعاون  من خلال توقيع عدد من الاتفاقيات بين الدوحة وواشنطن في عدة مجالات حيوية تصب في مصلحة الدولتين، مثل الطاقة، والتجارة وأمن المعلومات والمواصلات، وغيرها من المجالات.      بالإضافة إلى اللقاءات والاجتماعات الثنائية فقد شهد سعادة الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني وزير الاقتصاد والتجارة عددا من النشاطات المصاحبة لبرنامج الحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي، والتي دعمت العلاقات الثنائية وعززتها  بما يخدم خطط وأهداف البلدين الصديقين في تحقيق مصالحهما المشتركة، حيث جاءت مشاركة سعادة وزير الاقتصاد والتجارة في حفل الاستقبال الذي نظمته غرفة التجارة الأمريكية تكريما لوفد دولة قطر المشارك في أعمال الحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي، فرصة لطرح الكثير من الحقائق والأرقام حول العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية التي تربط البلدين. وكانت تلك اللقاءات فرصة للحديث عن المناخ الاستثماري في دولة قطر، حيث تعد إحدى أكثر دول منطقة الشرق الأوسط استقراراً على المستوى السياسي، فالإحصائيات تشير إلى تحقيق  الاقتصاد القطري معدلات نمو إيجابية على الرغم من العديد من التحديات العالمية والإقليمية، موضوع  الحصار الجائر  الذي تتعرض له دولة قطر منذ الخامس من يونيو من العام الماضي نوقش وتم التطرق إليه في لقاءات سعادة الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني وزير الاقتصاد والتجارة، حيث أشار سعادته إلى أن هذا الاجتماع يأتي في ظل مجموعة من التحديات الاقتصادية التي شهدتها دولة قطر إثر الحصار الجائر  المفروض عليها منذ الخامس من يونيو من العام الماضي. والذي كان يهدف إلى تقويض موقفها كدولة مستقلة وذات سيادة. وأوضح سعادة الوزير أن دولة قطر نجحت في تعزيز قوتها واستقلاليتها أكثر من أي وقت مضى، مؤكدا أن هذه الأزمة أتاحت الفرصة لجعل الاقتصاد القطري أكثر انفتاحاً على كافة دول العالم.. لافتاً إلى أن الدولة نجحت في استحداث خطوط تجارية مباشرة مع عدد من الموانئ الاستراتيجية وتحويلها إلى شركاء تجاريين رئيسيين للدولة .     إن انعقاد الحوار الاستراتيجي في مثل هذا التوقيت، وبعد نحو 8 أشهر من الحصار، يبعث برسالة أميركية واضحة إلى دول الحصار مفادها أن لا علاقة لقطر بكل الاتهامات التي كالتها هذه الدول للدوحة، وأن أمريكا ماضية في تعزيز علاقاتها مع دولة قطر بصورة أكبر وأشمل . وأشار إلى أنه بات واضحاً أن مزاعم دول الحصار بدعم قطر للإرهاب لم تلق رواجاً لدى دول العالم ومنظماته، رغم الإنفاق السخي على الإعلام الغربي ومحاولة شيطنة قطر بكل الأساليب، بما فيها تحول سفراء دول الحصار إلى "تجار شنطة" يشترون الذمم وينفقون بسخاء على وكالات العلاقات العامة الدولية لشيطنة وتشويه سمعة قطر. لقد نجحت  قطر  في تعزيز علاقاتها مع دول العالم بصورة أكبر مما كانت عليه قبل الحصار، بما فيها تعزيز علاقاتها مع أميركا، التي راهنت دول الحصار، في بداية الأزمة، على اصطفافها إلى جانبها، خاصةً الرئيس ترامب الذي انحاز في بداية الحصار إلى الرياض وأبو ظبي نظرا لقلة خبرته وقلة معرفته بخبايا القضايا الشرق أوسطية ونظرا لجشعه والجري وراء المليارات من الدولارات لتوفير العمل على حسب قوله للأمريكيين.