12 سبتمبر 2025

تسجيل

الإرهاب يطبق في "سور" التركية أساليب النظام السوري بحلب

10 فبراير 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); هناك أحياء تحتلها منظمة "بي كا كا" الإرهابية منذ مدة طويلة في مدينة "سور" التاريخية، التابعة لمحافظة ديار بكر التركية. وفي المقابل، تنفذ قوات الأمن عمليات ضد المنظمة في المدينة منذ شهرين، فاضطر آلاف المواطنين إلى مغادرة منازلهم بسبب الإرهاب.وتنشر المنظمة الإرهابية دعاية خارج تركيا بأن السلطات ترتكب مجازر ضد المدنيين في المدينة، وتلقى هذه الحملة دعمًا من وسائل إعلام أجنبية. ولهذا أجريت زيارة لمدينة سور.شهدتُ الحروب في البوسنة والعراق وحلب وغزة، وعملت صحفيًّا خلالها، إلا أن حلب هي أكثر ما تأثرت به. عندما رأيت مدينة سور خطرت حلب على بالي فورًا، فيسعى الإرهابيون إلى جعل سور كحلب، وجميع تكتيكاتهم وأساليبهم وهجماتهم مطابقة لما يفعله الأسد والميليشيات الشيعية بحلب.حاولت الحديث مع الجميع من عناصر الشرطة والجيش ورجال الدين والمواطنين في الشارع، وتوجهت إلى المناطق التي تشهد أعنف الاشتباكات.التكتيكات المتبعة في سور تطبقها الميليشيات الشيعية بحلبيعمل الإرهابيون على جعل مدينة سور كحلب، وتطبق "بي كا كا" في سور التكتيكات نفسها التي تتبعها قوات النظام السوري والميليشيات الشيعية والشبيحة في حلب.تخريب الشوارع والبيوت، تحويل المساجد والكنائس إلى وسائل حرب، ومن ثم حرقها، كل ذلك شاهدته في حلب. تمركز القناصة في كل مكان وتجميد الحياة وإجبار الناس على النزوح، جميعها تكتيكات لجأ إليها جيش النظام السوري والقوات الإيرانية.لا شك في أن الإرهابيين، الذين يقاتلون في سور، تلقوا تدريبات على يد النظامين الإيراني والسوري. تدربوا على صنع المتفجرات والأفخاخ والقنص في سوريا، وشاركوا في حرب الشوارع في كوباني والجزيرة، هذا ما تقوله قوات الأمن أيضا. أهالي مدينة سور لا يعرفون هؤلاء المقاتلين، ويقولون عنهم إنهم "ليسوا أتراكًا".قوات الأمن التركية تتعلم حرب الشوارع، وتحدثت مع عناصر من الجيش والشرطة في مواقع الاشتباكات، وكلاهما لا يملكان الخبرة في حرب الشوارع، يتعلمونها في سور، وفي الحقيقة فهي أصعب أنواع الحروب. يقول عنصر في الوحدات الخاصة إن الإرهابيين "يستخدمون المدنيين دروعًا بشرية، ويطلقون النار من ورائهم، ومن المستحيل أن نرد عليهم"، مؤكدًا أن ذلك يزيد من صعوبة المهمة.بدورهم، يتعلم أفراد الشرطة والجيش أشياء جديدة مع كل اشتباك، ويدونون ملاحظات يضيفونها إلى جعبتهم. ميدانيًّا تعد سور من أصعب المواقع، فالشوارع ضيقة، وبناء المنازل غير منتظم، ناهيك عن خراب البنية التحتية، كل ذلك يزيد من صعوبة القتال. الحياة طبيعية في المدينة باستثناء حيّينتجولتُ في المدينة بأسرها تقريبًا، وقد فتحت الحكومة طرقًا وأنشأت تقاطعات وشوارع جديدة، ومن الملفت للنظر في المدينة مراكز التسوق الجديدة والمجمعات السكنية.أثار الهدوء في المدينة دهشتي، فهو يسود بشكل عام في النهار، باستثناء مناطق الاشتباكات. يلقي بعض الشبان الزجاجات الحارقة ليلًا في حي "باغلار"، وفيما عدا ذلك فالحياة تسير بشكل طبيعي في ديار بكر.أصبحت البلديات التابعة لحزب الشعوب الديمقراطي جزءًا فعالًا من الإرهاب. تُقام اعتصامات باستمرار أمام مبنى بلدية ديار بكر تضامنًا مع الإرهابيين في سور، وتبث سيارات شرطة البلدية الدعاية عبر مكبرات الصوت، وعندما طُلب من الأهالي، الذين غادروا منازلهم في سور عدم تركها، ردوا قائلين "احضروا أبناءكم ليقيموا هنا".