19 سبتمبر 2025

تسجيل

الكتاب "الإلكتروني "

10 فبراير 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إنّه لجميل حقا، ولافت في الوقت ذاته، ذلك الإقبال الذي شهده معرض الدوحة الدولي الخامس والعشرين للكتاب مؤخرا، والأجمل وما بعث في النفس شيئا من الارتياح والطمأنينة على مستقبل القراءة والكتاب، العدد الكبير من الكتب التي جرى تدشينها بمناسبة العيد الفضي للمعرض بما يبعث الأمل بتجديد روح التأليف والترجمة في كافة مجالات المعرفة والعلم .لقد جرى تدشين عشرات الكتب لمؤلفين قطريين وعرب في فترة انطلاقة المعرض، وهذه لعمري سنّة حميدة، وظاهرة واعدة بمستقبل زاهر للكتاب والعودة به إلى ماضيه التليد، ورد جاد على المدّعين بأن الكتاب المطبوع قد أفل نجمه لصالح الكتاب الإلكتروني .لكن المأخذ السلبي على دور النشر عزوفها الواضح عن تبني طباعة الكتب كما كان يحدث في السابق، وهذه ظاهرة لا تتوافق مع الإقبال الكبير على الكتاب وبالتالي بقاؤه سيد المشهد الثقافي ولا تدري لماذا وما السبب؟! البعض يرى أن استمرارية الكتاب التقليدي، أي المطبوع، وأن الشكل الورقي للكتاب ما يزال يحظى باهتمام القرّاء، ويستدلّون على ذلك بالإقبال الكبير والواسع على معارض الكتب واقتناء ما يلزمهم منها، فيما البعض الآخر اعتبر أن المستقبل للكتاب الإلكتروني عبر الإنترنت ووسائل الاتصال الاجتماعي الأخرى توخيا للسرعة ومجانية الاطلاع والقراءة.في الجانب النفسي، أرى أن المؤشرات تؤكَّد أن الكتاب الورقي سيبقى يتصدر حياتنا الثقافية والمعرفية والعلمية، وعلى ذلك لم أقتنع يوما بما يتردد في الأوساط الثقافية بإمكانية أن يحلّ الكتاب الإلكتروني مكان الكتاب الورقي، أو أن يؤدي دوره،...الأول يمتلك القدرة الساحرة على أسر مشاعر القارئ وامتلاك أحاسيسه، فيما يراه القارئ أمامه إنسانا عاقلا راشدا ناضجا يحادثه وينقل إلى عقله تلك القصص والتجارب الإنسانية بكل تفاصيلها المفرحة أو المأساوية فيتم التفاعل الوجداني بين الكاتب والروائي والمؤلف مع القارئ دون أن يعرف بعضهما البعض، وأهم من ذلك أن الكتاب الورقي يعطي القارئ عمق المعرفة والتأمل، إضافة إلى متعة القراءة الأعمق في الكتاب الورقي .وفي الجانب النفسي أيضا، يدرك القارئ أن الكتاب الورقي الذي بين يديه مر بمراحل عمل ومعاناة، بعد الفكرة واختيار الموضوع من طباعة وتدقيق وجمع ملازم مطبوعة وتثبيت صور ..وغير ذلك الكثير قبل أن يصل إليه، فتزداد العلاقة بين الطرفين حميمية وتكون صادقة أكثر . نعم، ستبقى الأولوية والريادة، والأفضلية عند القارئ، للكتاب المطبوع، والمطبوعات المختلفة الأخرى في شتى المجالات الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والفنية، فبإمكانه الاطلاع على ما يرغب بأي وقت وفي أي مكان، ويمكن اصطحاب الكتاب في السفر والتنقل، كما أنه يحفظ للمؤلف حقوقه الفكرية، بينما الكتاب الإلكتروني تعترضه صعوبات مكانية وزمانية، تتمثّل بتوافر جهاز الحاسوب "الكمبيوتر"، وتوافر شبكة الإنترنت في المكان، إضافة إلى أن الكتاب الإلكتروني لا يتطلب إقامة المعارض الخاصة به، أو على الأقل لا يمكن للآن وضع تصور تقني لإقامة مثل هذه المعارض في المستقبل . وعليه فمهما حصل من تقدم تكنولوجي، ومهما مرت الأزمان سيظل الكتاب المطبوع له الأولوية وسيبقى المرجعية الموثوق بها للباحثين والدارسين، وهو الأبقى، والدليل على ذلك حرص الجمهور على زيارة معرض الكتاب كما لوحظ في معرض الدوحة الدولي الخامس والعشرين للكتاب، والإقبال الكبير على شراء الكتب المتعددة العناوين، فالكتاب الورقي سيبقى سيد المشهد الثقافي، وهو بألف خير ...وإلى الثلاثاء المقبل .