30 سبتمبر 2025
تسجيلالتصريحات الأخيرة التي أدلى بها السيد نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي لقناة الميادين التي أكد فيها أن هناك محورين، الأول محور عربي شيعي إيراني، والثاني عربي سني تركي ليست صحيحة وليست دقيقة لأن العرب شيعة وسنة لا يمكن أن يكونوا تابعين لهذين المحورين.. الإيراني.. أو العثماني، لأنهم يعتزون بعروبتهم وقوميتهم العربية وهذه الهوية العربية القومية هي الرابط الأساسي للعرب جميعاً مهما كانت طوائفهم ومذاهبهم ولعل الشعارات التي رفعها العراقيون بوجه الاحتلال الأمريكي ويرفعونها الآن بوجه حكام العراق الذين جاؤوا على ظهور الدبابات الأمريكية ومنهم السيد المالكي كان ولا يزال شعارهم المعروف والمرفوع "اخوان سنة وشيعة.. هذا الوطن ما نبيعه".. لهذا فليس صحيحاً ما زعم به المالكي حول تقسيم العرب إلى عرب شيعة وعرب سنة وانهم يتبعون إيران أو تركيا. السيد المالكي عندما أطلق هذه التصريحات كان يتحدث عن نفسه وعن حزبه حزب الدعوة المعروف عنه أنه حزب شيعي بامتياز وتابع لإيران بامتياز أيضا، وكذلك الأحزاب الشيعية الأخرى المتحالفة مع المالكي. أما رؤيته للجانب الآخر وهو الحزب الإسلامي الذي ينتمي إليه السيد طارق الهاشمي وأنه تابع لتركيا وهو حزب سني، فهذا أيضا لا يختلف عن المالكي عندما تسلل خلف الدبابة الأمريكية وقبل أن يشارك في حكومة نصبّها الاحتلال الأمريكي وبالتالي فإن المالكي أو الهاشمي لا يمثلان حقيقة وعروبة الشعب العراقي. المالكي لا يمثل شيعة العراق والهاشمي لا يمثل سنة العراق انهما وجهان لعملة واحدة طبعها الاحتلال الأمريكي بدباباته ومدافعه وفرضها على الشعب العراقي، لهذا فإن هذا التقسيم الطائفي البغيض الذي أشار إليه السيد المالكي هو تكريس لأهداف الاحتلال الأمريكي للعراق والذي خطط ولا يزال يخطط إلى تقسيم العراق إلى دويلات طائفية ومذهبية وعرقية. والأهم من كل ذلك أن السيد المالكي في تصريحاته هذه فإنه يكذب السيد حسن نصر الله وهو رئيس حزب الله الشيعي، فالسيد نصر الله أدلى بتصريحات قبل تصريحات المالكي بأيام قليلة أكد فيها أن ما يحدث الآن من صراعات في العالم العربي ليس بين سنة وشيعة، وإنما هي صراعات سياسية تستند إلى مشاريع عديدة واستشهد السيد نصر الله بالحرب العراقية – الإيرانية عندما قال إن أغلب الضباط والجنود العراقيين في تلك الحرب من الشيعة وهم يحاربون دولة شيعية. إذن، فالصراع ليس بين سنة عرب وأتراك أو شيعة عرب وإيرانيين، وإنما هو صراع مشاريع سياسية يا سيد المالكي.