13 سبتمبر 2025

تسجيل

الإعلام إبداع.. وليس ظهورا

10 يناير 2016

البعض للأسف يعتبر عمله الإعلامي مجرد ظهور يستعرض به أمام الناس سواء بالصوت أو الصورة أو القلم، والهدف من هذا الظهور هو الشهرة فقط دون التفكير في الرسالة التي يؤديها أو الشيء الذي يقدمه للناس من خلال هذا الظهور.. لذا تجده بعيدا كل البعد عن الشخصية الإبداعية التي تفرض نفسها فرضا على الإعلام وتتربع في قلوب الناس وتجبرهم على متابعته بحب واهتمام إنك أيها الإعلامي كداعية وصاحب رأي وتوجه وفكر تسعى بكل طاقاتك وإمكاناتك لأن تنشر أشرعتك أمام الجمهور وتحشد للفكرة والقضية التي تؤمن بها وتؤديها أكبر، كم من المؤيدين لك والمحبين لإبداعك.. فأنت كلما ارتقيت وارتفعت بقدراتك عاليا سيراك الناس وكلما نزلت بمستواك تضاءل عدد الذين يرونك فكن واضحا شفافا يكن لك الإبداع الذي تنشده، لا تجعل نظرتك للإعلام نظرة شهرةواستعراض بل نظرة الظامئ للماء ونظرة الشوق للقاء، فهو طريقك لإبداء فكرك وإبراز إبداعك وبوابة دخولك إلى عقول الناس وقلوبهم، فالناس يحبون من يلمس مشاعرهم ويحتضن همومهم ويرسم البسمة على وجوههم، ونحن قادرون على ذلك دون أن نكون معهم أو بجانبهم، فالكلمة تنتقل منك لتصيب الهدف في القلب فتستقر بهدوء وتمسح حزنا أو هما أو تثير شجنا أو شوقا لذا كان دوما سلاح الإعلامي الكلمة، فمتى ما جاءت منه الكلمة عميقة مدروسة كان وصوله للناس أسرع وأقوى.. وأخيرا، فإن نجاحك في الإعلام يعتمد على وجودك الدائم على الساحة الإعلامية والتواصل مع المتغيرات والأحداث والاحتكاك المباشر بها فالنائم في بيته لن يكون صاحب حضور إعلامي ناجح، فالنجاح لمن سبق وكافح ليرسم لنفسه مكانا على الساحة فالجاهل في الميدان لن يصل، ولن ينجح في الوصول للناس الذين هم الأساس في تحديد مدى نجاحك أو فشلك.