18 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ألقى الاعتداء الذي طال سفارة السعودية وقنصليتها في إيران بظلاله الملبدة على العلاقات العربية الإيرانية، لكن وحسب الآية الكريمة «عسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم»، فإن ما حصل لم تكن جوانبه جميعها سلبية، فهناك أوجه إيجابية لا بد من الاستفادة منها. أبرز هذه الإيجابيات هي أن العلاقة بين معظم الدول العربية من جهة وإيران والدول التي تدور في فلكها من جهة أخرى وصلت أخيرًا إلى مرحلة من الوضوح والصراحة والمكاشفة. فانتهى عصر الدبلوماسية واللف والدوران الذي طالما دأبت عليه إيران، كالحرص على أفضل العلاقات، وحسن الجوار، والوحدة الإسلامية التي طالما صدحت بها حناجر المسؤولين الإيرانيين. فبات اللعب «عالمكشوف»، وما كانت تسربه إيران لوسائل الإعلام التابعة لها والشخصيات الموالية لها بات يصدر مباشرة عن المسؤولين الرسميين الإيرانيين. الإيجابية الثانية التي تشكل تتمة للتي سبقتها هي أن التصريحات الانفعالية والمتهورة التي صدرت عن الجانب الإيراني ومن معه كشفت عما يعتمل في النفوس، فساهم التصعيد الإيراني في سقوط شعارات وهتافات رنّانة، واجترار أحقاد تاريخية. هذا الأمر ما كان ليحصل لولا حالة الغضب والانفعال التي اعترت الجانب الإيراني وحلفاءه، فكانت فرصة ذهبية للاطلاع على «بعض» ما يعتمل في نفوسهم، بعيدًا عن المجاملة و»التقية» التي يبرعون بها. الإيجابية الثالثة التي يمكن منها هي انكشاف الهوية الطائفية والمذهبية لإيران ومن والاها بشكل واضح، بعيدًا عن أي شعار أو راية أو ادّعاء. فشمّاعة فلسطين تراجع الاهتمام بها إلى مراتب متأخرة، ليحل مكانها اهتمام الولي الفقيه بأبناء رعيته أيًا كان مكانهم، سواء في البحرين أو المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية أو اليمن، ووصلت رعايته الكريمة إلى نيجيريا عند السواحل الغربية للقارة الإفريقية. أكثر من ذلك، الموقف الإيراني لم يكتفِ بإهمال المجازر التي تصيب الإنسانية والمسلمين في أنحاء العالم قاطبة، بل على العكس، هو بات مشاركًا أساسيًا في قتل وتجويع وتهجير الآلاف في أكثر من بقعة من العالم، وآخرها ما يجري في منطقة «مضايا» السورية من تجويع وإذلال وقتل جراء حصار إيران وحلفائها. هل هي مصادفة أن جميع من تساندهم إيران وتغضب لهم وتقوم بدعمهم ومشاركتهم في ارتكاب الجرائم ينتمون إلى الطائفة الشيعية الكريمة؟ هل بقي ساذج على وجه البسيطة لا يزال يصدق شعارات قادة إيران حول السعي للوحدة الإسلامية وتحرير فلسطين والسعي لاستئصال إسرائيل «الغدة السرطانية»؟ .