11 سبتمبر 2025

تسجيل

رسائل من الفطرة

09 ديسمبر 2021

رسائل الفطرة رسائل جميلة ومشوقة ولها دلالات، فـ "كل تشويه يعترض عظمة الفطرة وروعتها هو شذوذ ينبغي أن يُذاد ويُباد، لا أن يُعترف به ويُسكت عليه"، فمن كمال الفهم والوعي لرسائل الفطرة، أن نكون كلنا مع الفطرة، ولا نقبل أبداً ممن يريد تشويهها، أو يروج للشذوذ بأي أسلوب وطريقة وتحت أي مسمى، أو يرحب به في المجتمع، أو بشعارات تحت أي مناسبة أو احتفالية. فلا يغرنك هذه الحضارة العرجاء العوجاء، والتقدم والبناء العمراني بجمالياته، والقوانين والأنظمة التي يُفتخر بها ويُصفق لها، إذا لم تحرس وتصُن الإنسان كإنسان الذي كرمه الله تعالى على جميع المخلوقات، وصان فطرته السليمة عن كل ما يشوهها ويسقطها في مهاوي الانحلال والتردي، فلا مفروح لكم ولا لتقدمكم ولا لعلمكم ولا لبنائكم الحسي!. نعلّمكم أن "الإسلام دين الفطرة السليمة، وكل ما يسمو بالجسد ويوفر له السناء والجمال مطلوب"، وهذا لن تجده وتلمسه إلا في شريعة الإسلام دين الفطرة والحفاظ على الإنسان وتكريمه، وهو كذلك دين الاستقامة والبناء والأخلاق والفاعلية في حركة الحياة. وحاجتنا اليوم إلى ممارسات ممكنة في واقعنا لوقف كل من يعتدى على الفطرة، وصناعة تطبيقات عملية ناهضة تقف سداً منيعاً ضد الممارسات ومسالك السوء ومن يروج لها، وإلا سيسقط كل مجتمع في أوحال المستنقعات والقاذورات، وفوضى التعري والإباحية والإلحاد، ومن التفلت والتبعية في الفكر والتصور والمفاهيم والميوعة الأخلاقية والقيمية. ومتى انتكس الإنسان وانحط وتخلى عن فطرته انتكس كل شيء فيه فأصبح كالأنعام (إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا). و"إذا كان الجسد العاري دليل الحضارة فهنيئاً للحيوانات.. فلهم كل الحضارة". فعلى كل مجتمع بفئاته ومؤسساته حماية جميع أفراده من الاعتداء على فطرته، وأن توظف المؤسسات وخاصة الإعلامية بمجالاتها المتنوعة والثقافية كل طاقاتها وإمكاناتها للحفاظ على المبادئ والثوابت والأخلاق والقيم الإسلامية بالبرامج العملية. وما جاء عن مجلس الشورى في جلسته الأخيرة - يُشكر ويُقدّر له هذا الموقف - من مناقشته موضوع "الحفاظ على القيم الإسلامية والمجتمعية"، أكد على "أهمية الحفاظ على المبادئ والأخلاق النبيلة، وتعزيز دور الدين والعقيدة السمحاء في المجتمع" ورفض المجلس "الظواهر الدخيلة، وضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال من يخالف هذه التوجهات دون تهاون أو تقصير"، وشدد على "أهمية تعزيز الوازع الديني والأخلاقي لدى الأجيال الناشئة، وذلك بالحفاظ على الهوية الإسلامية ورفض ما يتعارض معها، وعدم السماح لأي عادات او سلوكيات أو قيم دخيلة بأن تغزو مجتمعنا المحافظ". ونأمل أن ما ذُكر أن يُتوج بتشريعات وقوانين وبرامج عملية تحفظ مجتمعنا من أي شذوذ دخيل وانحطاط وفوضى، ومن كل شجرة خبيثة يُراد أن تُزرع في مجتمعنا. إنها لأمانة ومسؤولية!. "ومضة" مرابع الأجداد.. أمانة! في كل شيء!. [email protected]