11 سبتمبر 2025
تسجيللم أكن أتوقع سيل الاتصالات عبر الهاتف، لقد أثار موضوع المقال عدداً من الأصدقاء، كان التساؤل ممزوجاً بالمرارة لماذا، تنافس البعض في شرح أبعاد تسمية الشوارع والمدارس، أحدهم أكد أن الدولة قد أطلقت اسم العالم والتربوي ورجل الدين عبدالله بن تركي السبيعي على مدرسة في أحد أحياء الدوحة، قلت وهل هذا يكفي؟، إن المرحومة شيخة المحمود ألا تستحق هذا التكريم، وإن آمنة محمود الجيدة ألا تستحق إطلاق اسمها على مدرسة ثانية. قس على هذا أسماء رجال التعليم مثلاً، أنا استميح العذر من الجميع، ولكن أسماء لا تشكل في ذاكرة الآخر أي مجال معرفي، لدينا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أعداد هائلة، وأمام هذه الهجمة الشرسة بدلاً من أسماء لا تشكل أي قيمة نحاول أن نعيد عقارب الساعة إلى الوراء، ماذا يضرّنا لو سمينا شارعاً باسم محمد بن يوسف الثقفي، ذلك الشاب الذي فتح السند وعمره "17 عاماً"، لماذا نكرر الألغاز والأحاجي في إطلاق بعض الأسماء على شوارعنا؟ وهذا يشمل الشوارع، الأزقة والحواري وحتى السكيك في الفرجان القديمة، ارحمونا. مع أن هذه الأسماء لا رابط بينها وبين الشهرة أو رابط ديني، فني، ثقافي أو أي رابط إبداعي، أو حتى موقف إنساني نبيل. أليس إطلاق أسماء أبناء الوطن أجدى كما هو حاصل في الكويت على سبيل المثال حتى لا ننطلق خارج المنطقة، مع أن أحدهم لا فض فوه وقل حاسدوه قد أكدّ قبل سنوات أن التغيير قادم، وبقى الوضع كما هو عليه، وكأن المثل الشعبي كان العنوان الأبرز "بن عمك اصمخ!!" لدينا الشوارع ولدينا المدارس، والأمر لا يحتاج إلى معجزة، اتخاذ قرار.. نعم.. قرار بتشكيل لجنة من أبناء الوطن والبدء في التنفيذ، ولدي قائمة بعدد كبير من الأسماء. هل هناك مسرحي وشاعر وفنان في حجم المبدع النوخذا بوإبراهيم وهل هناك شاعر في حجم الدكتور حسن النعمة، وهل هناك لاعب سبق عصره مثل المرحوم خالد بلان، محمد غانم الرميحي؟ ولماذا لا تطلق أسماء اللاعبين على الملاعب الفرعية، تخليداً لهم مثلاً ولماذا لا يتم إطلاق اسم عدد من الإذاعيين على مجموعة من الاستوديوهات، وهي سنة محمودة في عدد من الإذاعات، الرعيل الأول مثل محمد المعضادي، غازي حسين، عائشة حسن، إلهام بدر السادة، هل نتذكر المرحوم أمان عبدالكريم مثلاً صاحب أول ميدالية. وفي الفرق المسرحية لماذا لا يطلق على قاعة البروفات أسماء نجوم أسعدونا مثل المرحوم عبدالعزيز جاسم، هاني صنوبر، دعونا من الماضي والحاضر ماثل للعيان هذا برشم عيسى يحصد الميداليات ويرفع علم هذا الوطن خفاقاً في كل المناسبات، وكان بالاسم نجم المضمار طلال منصور، لا تريدون هؤلاء، هناك نماذج أخرى، ماجد بن صالح الخليفي، محمد عبدالوهاب الفيحاني، سعيد البديد، لا تريدون أيضاً هؤلاء، اختاروا أنتم ولكن من انتمى إلى ثرى هذا الوطن وتنفس هواء هذا الوطن، وامتزجت روحه وحياته بكل حبة رمل على شواطئ هذا الوطن.. اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد.. وسلامتكم. [email protected]