11 سبتمبر 2025
تسجيلفي واقعنا الإداري المؤسسي حوادث ومشاهد متنوعة، كل منها تحكي جانباً من العمل، فمن هذه القصص والمشاهد هذه القصة التي تحكي واقعاً حياً، مع اننا نعيش في القرن الواحد والعشرين العقد الثاني منه، ومازلنا ننحدر من شلال كبير فمنا من ينجو ومنا من يغرق، ومنا من يقاوم، وهكذا، فإلى متى سنظل على هذا الحال في مؤسساتنا وإداراتنا؟- لا نعمم- ولكنه سؤال كبير يحتاج إلى جواب، ونعتقد أن الجواب سهل وبسيط "إذا صدق العزم وضح السبيل"، وأن أي إدارة أو مؤسسة قوية الإرادة والإدارة إذا أخذت بمعالي الأمور، لابد أنها ستحقق وتنجز ما تريده بإذن الله وتكون نموذجاً يُحتذى به، فلا تقولوا إنها مثاليات وصعبة المنال. أعجبتني هذه القصة وأنا اقرأها فأتيكم بها كما هي، ففيها من الفوائد والقيم المؤسسية الكثير، (وجزى الله خيراً من كتبها)، فقد لامست الواقع من عدة وجوه، واعتقد أن الكثير قد قرأها وأسقط ما فيها على واقعه الإداري. والقصة: "كانت هناك نملة مجتهدة تتجه صباح كل يوم إلى عملها بنشاط وهمة وسعادة فتنتج وتنجز الكثير ولما رأها الأسد تعمل بكفاءة متناهية دون إشراف قال لنفسه: إذا كانت النملة تعمل بكل هذه الطاقة دون أن يشرف عليها أحد فكيف سيكون إنتاجها لوعينت لها مشرفاً؟ وهكذا قام بتوظيف الصرصور مشرفاً عاماً على أداء النملة فكان أول قرار له هو:- 1. وضع نظام للحضور والانصراف. 2. توظيف سكرتيرة لكتابة التقارير. 3. عين العنكبوت لإدارة الأرشيف ومراقبة المكالمات التلفونية. ابتهج الأسد بتقارير الصرصور وطلب منه تطوير هذه التقارير بإدراج: أ. رسوم بيانية. ب. تحليل المعطيات لعرضها في اجتماع مجلس الإدارة القادم، فاشترى الصرصور: 1. جهاز كمبيوتر. 2. طابعة ليزر. 3. عيَّن الذبابة مسئولة عن قسم نظم المعلومات. " تأمل قرار تعين الذبابة"!. كرهت النملة المجتهدة كثرة الجوانب الإدارية في النظام الجديد والاجتماعات التي كانت تضيع الوقت والمجهود، وعندما شعر الأسد بوجود مشكلة في الأداء قرر: 1. تغيير آلية العمل في القسم. 2. تعيين الجرادة لخبرتها في التطوير الإداري فكان أول قرارات الجرادة: 1. شراء أثاث جديد. 2. شراء سجاد من أجل راحة الموظفين. 3. تم تعيين مساعد شخصي لمساعدتها في وضع الاستراتيجيات التطويرية وإعداد الميزانية. وبعد أن راجع الأسد تكلفة التشغيل وجد أن من الضروري تقليص النفقات، وتحقيقاً لهذا الهدف عيّن البومة مستشاراً مالياً، وبعد أن درست البومة الوضع لمدة ثلاثة شهور، رفعت تقريرها إلى الأسد توصلت فيه إلى أن القسم يعاني من تكدس العمالة الزائدة، فقرر الأسد فصل النملة لقصور أدائها وضعف إنتاجيتها!!" انتهت فكم من أصحاب كفاءة اركنوا؟ وكم من أصحاب اللف والدوران قدموا؟ وكم من فلان بن فلان لأنه ولد فلان قدم وليس بكفاءة، وكم من أصحاب كفاءة وهم في قمة عطائهم الإداري العملي أحيلوا إلى التقاعد؟ هذا واقع ولا أحد يستطيع أن ينكره أو يتغافل عنه، أو يغطّيه. فإلى متى..!؟ ◄ "ومضة" أسوأ ما في العمل الإداري المؤسسي كسر مجاديف الكفاءات أو إهمالهم أو إبعادهم بالتقاعد المبكر!. [email protected]