12 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الأخلاق هي عنوان سريرة الإنسان ودواخله.. إنها الطبع والسجية التي تصدر من أعماق الإنسان على هيئة سلوك بطريقة تلقائية ودون تفكير. فتكون مرآة عاكسة لصفات نفسه وحاله وتترجم إلى أقوال وأفعال ومواقف. فإذا كانت الأقوال والأفعال حسنة سمي صاحبها حسن الخلق، وإن كانت سيئة سمي صاحبها سيئ الخلق. وقد عرّف الإسلام الأخلاق بأنها مجموعة من المبادئ والقواعد أقرها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، تهدف إلى ضبط وتنظيم سلوك الإنسان مع الناس حتى تحقق الهدف الذي خلق من أجله. والأخلاق الإسلامية هي التي أمر الله بها في كتابه العظيم. أو أمر بها رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. ومدح أهلها وأثنى عليهم ووعدهم عليها الأجر العظيم. والله سبحانه وتعالى بعث رسوله الكريم يدعو إلى مكارم الأخلاق كما في الحديث: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق). وأعظم هذه الأخلاق وأساسها توحيد الله والإخلاص له، ثم يلي ذلك الصلاة فهي أعظم الأخلاق بعد التوحيد. وقد وصف الله تعالى نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- بأنه على خلق عظيم، فقال جل وعلا في سورة القلم: (وإنك لعلى خلق عظيم)، عاليا به، مستعليا بخُلُقك الذي مَنّ الله عليك به. وهذا الخلق العظيم ما فسرته به أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- لمن سألها عنه، فقالت: (كان خلقه القرآن). وآيات القرآن كثيرة تدل على اتصافه صلى الله عليه وسلم بمكارم الأخلاق، فكان عليه الصلاة والسلام سهلا لينا، قريبا من الناس، مجيبا لدعوة من دعاه، قاضيا لحاجة من استقصاه، جابرا لقلب من سأله، لا يحرمه ولا يرده خائبا، مشاورا لأصحابه، حسن العشرة مع جلسائه، لا يعبس في وجوههم، ولا يغلظ عليهم ولا يمسك عليهم فلتات اللسان، محسنا لعشيره غاية الإحسان، وكان طيبا لينا بشوشا حانيا مع أهل بيته والناس جميعا. هذا ما جبله الله عليه من الخلق العظيم من الحياء والكرم والحلم والصفح، والشجاعة والرفق وكظم الغيظ والعفو عن الناس، والصبر والصدق والتواضع، وكل خلق جميل. نسأل الله تعالى أن يوفقنا للتمسك بهذه الأخلاق الفاضلة، وأن يجنبنا الأخلاق المذمومة، وأن ينصر دينه ويعلي كلمته. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.