18 سبتمبر 2025
تسجيلإن الصورة الذهنية المرتبطة بالإنسان العربي عند كثيرين، سواء في الشرق أو الغرب، أنه ذاك الشخص المترف الذي لا يهتم إلا بنفسه ونزواته وشهواته، تدعمه في ذلك ثروة طائلة لا يدري كيف يستثمرها ومستمر في تبديدها ليلاً ونهاراً، يعيش حياة كلها رفاهية ويديرها بكل سذاجة، يسرق منه من شاء، ويستهبله من أراد، وتفاصيل أخرى كثيرة!هل الإنسان العربي بهذه الصورة فعلاً؟ إن كانت الإجابة بالنفي، فكيف إذن نشأت تلك الصورة الذهنية عند كثيرين، وخاصة أن الصور الذهنية عادة تنشأ، كما يقول المشتغلون بعلم النفس، بسبب تجارب واقعية أو بناء على معلومات مقروءة أو مسموعة أو مرئية، أو اشاعات أو غيرها من مصادر المعلومات، فتكون النتيجة بعد كل ذاك الكم من المعلومات صورة ذهنية معينة عن شخص أو مؤسسة أو شركة أو منتَج أو ما شابه ذلك، بغض النظر عن إيجابية أو سلبية الصورة الذهنية التي تكونت.لا شك أن وسائل الإعلام لعبت دوراً مهماً في صناعة صورة ذهنية للإنسان العربي، سواء الإعلام العربي نفسه أو غيره في العالم. وصورة الإنسان العربي لا تختلف أيضاً عن تلك الصورة الذهنية المرتبطة بالمسلمين في أنحاء العالم. فقد لعبت وسائل إعلام كثيرة غير عربية ولفترات طويلة على تشويه صورة الإنسان العربي أو المسلم لأهداف سياسية معروفة، وربما ساعدها على ذلك سلوكيات غير حضارية من بعض العرب أو المسلمين، أعطت المجال لأولئك المشتغلين بانتاج صور ذهنية معينة عن العربي أو المسلم، تعزز أهدافهم وما يرومون إليه، وهو ما نراه ونستشعره في عالم اليوم. المشكلة في الصورة الذهنية هي صعوبة تغييرها أو محوها وإزالتها من الذهن ما إن تثبت وتترسخ. ومن هنا تحرص كثير من الجهات، سواء مؤسسات أو شركات أو حتى أفراد، أن تكون الصور الذهنية التي تبدأ تنشأ في الأذهان عنهم، إيجابية منذ البداية، وإن تعزيزها أسهل من حدوث العكس وهو نشوء صورة سلبية، حيث إزالتها وتغييرها أو تعديلها غاية في الصعوبة والأمثلة حولنا أكثر من أن نحصيها.. فكيف إذن يمكننا تغيير الصورة السلبية؟ هذا حديث الغد بإذن الله.