21 سبتمبر 2025

تسجيل

الليبرالية قتلت الليبراليين!

09 ديسمبر 2011

لعل من أهم أسباب تأخر الليبراليين في انتخابات مجلس الشعب المصري مؤخراً التي جرت منذ أيام هو استخدام كلمة "الليبرالية" على قائمتهم الحزبية، فالناخب المصري تاه وضاع في فهم معنى هذه الكلمة الغريبة عن لغته العربية مما جعله ينفر من هذه القائمة، فليس معقولاً أن نطالب الناخب بالتصويت على قائمة يجهل معنى ما تحمله من أفكار ومعان وأهداف ولعلي لا أبالغ بالقول إن أغلب من يطلقون على أنفسهم ليبراليين لا يفهمون معنى الليبرالية فكيف إذا كان المواطن المصري عاملاً أو فلاحاً أو غير متعلم أو تعليمه متوسط؟! كم كان مفيداً لهؤلاء الليبراليين تعريب هذه الكلمة واستخدام "الأحرار" بدل "الليبراليين" هذا المعنى لهذه الكلمة الأجنبية لو تم استخدامها في الحملة الانتخابية ودخلت هذه القائمة باسم "أحرار مصر" لكان برأيي الوضع اختلف ولكانت النتيجة غير تلك النتيجة التي ظهرت بها تلك القائمة. يضاف إلى ذلك أن بعض من أطلقوا على أنفسهم ليبراليين تعددت مواقفهم واتجاهاتهم ولم يكن هؤلاء جميعاً في خدمة قضايا أمتهم العربية، فبعض هؤلاء وقف إلى جانب الإدارة الأمريكية وسياساتها العدائية للأمة العربية فكم من ليبرالي سمعناه يؤيد احتلال العراق وكم منهم قرأنا له ما يساند مشروع الشرق الأوسط الكبير وانضمام هؤلاء إلى القائمة التي عُرف انها قائمة الليبراليين أساء إلى الأعضاء الليبراليين الآخرين الذين لهم مواقف وطنية مشرفة ولهم رؤية استراتيجية قومية. ولعل المستفيد الأكبر من إطلاق اسم الليبراليين على تلك القائمة هم من فازوا بأغلب الأصوات وهم حزب الحرية والعدالة وحزب النور بل أن هذه القوائم كانت تصر على تسمية الكتلة المصرية بالليبراليين لأنها تدرك جيداً أن هذه التسمية ستصيب هذه القائمة بمقتل وهذا ما تحقق فعلاً. الليبرالية ليست شراًُ بمفهومها ومعناها فهي تعني الحرية ولكن الشر فيها هو استخدام هذا الاسم بالأجنبية ومما يحز بالنفس أن بعض القوى القومية العربية والتقدمية استساغت هذا اللفظ الأجنبي وقبلت باستخدام هذه الكلمة باللغة الأجنبية مما أساء أيضا لهذه القوى وعزل عنها قطاعاً كبيراً من الشعب العربي المصري ويبدو أن بعضهم سار مع موجة "كل افرنجي برنجي" وجرفتهم هذه الموجة الغريبة الغربية. فالقوى القومية في مصر لم تضعفها فقط كلمة "ليبراليين" وإنما عدم قدرتها على تنظيم صفوفها في هذه الحملة الانتخابية، لهذا وجدنا نصيب التيار القومي العربي هزيلاً في هذه الانتخابات يضاف إلى ذلك عجزها المالي، فالحركات القومية في كل قُطر عربي فقيرة في مواردها ولكنها غنية في أفكارها ومبادئها وهذا ما نعيشه نحن أعضاء المؤتمر القومي العربي لأننا نرفض أي تمويل من أي دولة عربية ونرفض أي دعم مالي من أي دولة أجنبية وإنما نعتمد على تبرعاتنا فقط بل اننا في كل مؤتمر يعقد كل عام نغطي نفقات سفرنا وإقامتنا بأنفسنا، لهذا نجد أغلب القوى القومية العربية تصارع من أجل البقاء لها وللقومية العربية التي يحاول أعداء الأمة العربية اليوم القضاء على الفكر القومي العربي وشطب الهوية العربية من القوانين والدساتير في الدول العربية ودستور الحاكم العسكري للعراق بريمر والذي قال إن الشعب العربي في العراق جزء من الأمة العربية ولم يقل إن العراق وشعبه جزء من الأمة العربية. المطلوب الآن من القوميين العرب والذين فجروا وشاركوا في ثورة 25 يناير وخاصة حركة كفاية وغيرها من الحركات القومية العربية الأخرى أن تنأى بنفسها عن استخدام مصطلح أو كلمة "الليبرالية"، وأن تستعد لدخول المرحلتين الثانية والثالثة من الانتخابات باسمها القومي العربي لأن هذا الاسم ومضمونه هو روح وفكر ووجدان ثورة 25 يناير والابتعاد عن كلمة الليبرالية.. لأن الليبرالية قتلت الليبراليين.