16 سبتمبر 2025
تسجيلحققت دولة قطر الشقيقة انتصاراً غير مسبوق للعرب والمسلمين ولدول العالم الثالث كما يسميها الغرب..وذلك بانتزاع(حق) تنظيم كأس الأمم أو العالم سنة 2022م..وذلك بالإعداد الجيد والتقديم الجيد والعمل الدؤوب..وإعداد البلد لتنظيم مثل هذا الحدث العالمي حيث تتجه كل الأنظار خلال فترة الدورة إلى ذلك البلد الذي يجمع أفضل نجوم كرة القدم في العالم وتجري فيه فعاليات أكبر تجمع رياضي لا يحدث إلا كل أربع سنوات..وتحضره جماهير عاشقة في جميع أنحاء العالم..قطر تلك الدولة الصغيرة جغرافيا الكبيرة في الاقتصاد والسياسة والرياضة والسياحة. فازت قطر على العديد من الدول الغربية التي درجت على تنظيم كأس العالم بفضل المنشآت المتميزة التي يمكنها أن تستوعب ليس المباريات بين أفضل فرق العالم وحسب..وإنما أيضاً بفضل الفنادق والمنشآت التي تستوعب آلاف القادمين إليها سكناً وأمنا ومواصلات وقدرات سياحية تحقق للبلد سمعة طيبة تبقى ذكريات جميلة في أذهان الناس والرياضة والرياضيين والإعلاميين والإداريين على مر السنوات فتكسب بذلك نتاج المثابرة والإنجاز والعزيمة التي عملت بها وسعت لتحقيق جملة من الانتصارات الدبلوماسية..من وراء تنظيم كأس العالم الذي يحدث لأول مرة في واحدة من الدول العربية والإسلامية. إذن فإن ما تحقق ما كان له أن يحدث لولا الإرادة التي عمل بموجبها أهل قطر في سبيل الوصول إلى هذه الغاية ولولا الاجتهاد والثبات عقب اتخاذ قرار تحقيق هذه الغاية..وهذا يؤكد دون أدنى تردد أن الشعوب إذا أرادت فعلت..وإذا فعلت بلغت أهدافها ومراميها..قطر الدولة العربية تحتضن اليوم العديد من الفعاليات الاقتصادية والسياسية وكذا الرياضية وتشارك في المناشط الأخرى ولا نود أن نسرد التفاصيل لأنها معلومة للكل. قطر دولة مبادرات اقتصادية وسياسيه إلى جانب المبادرات الأخرى في الفنون والثقافة والرياضة والإنسانيات..وهي اليوم تستضيف أطراف قضية دارفور ولفترة شارفت العام بصدد تقديم حلول وخيارات لإحلال السلام والوصول بالفرقاء إلى نقاط التقاء..بينما كان السودان يقوم بدور الداعي للتضامن والتوافق بين العرب جميعا حينما يختلفون ونذكر جميعاً قمة اللاءات الثلاثة وكيف تم تجميع شعث الأمة العربية بعد تلقيها لأمر هزيمة في تاريخها عام 1967 والسودان أسهم بشجاعة في حسم قضية أيلول الأسود وحصار بيروت ومحاصرة ياسر عرفات وحتى الحصار الجائر للشعب الليبي..وهو اليوم أسير للحصار الأمريكي والغربي بصورة مباشرة في كافة جوانب الحياة...فقضية دارفور مثلها ومثل قضايا أقاليم السودان كافة في الشمال والوسط والشرق والغرب والجنوب..ولكن الغرب المستعمر تبنى وعبر آلية متمردي جنوب السودان الذين تمرسوا على الانتقال بمشكلاتهم المحلية إلى حيث القوى والدول والمنظمات المشترية فباعوا المشكلة وصاروا أسرى لدى الأسياد الجدد..ورغم اتفاقية السلام الشامل التي نعتقد أنها صممت لكي تكون قنابل موقوتة تنفجر في كل مرحلة إلا أن تداعيات المشكلة السودانية ما زالت تتفاعل وتتطور مثل كرة الثلج. ورغم كل ذلك فإن دخول الأشقاء في قطر للمساهمة في التوصل إلى حلول ترضي الأطراف المعنية فإن المستعمر الذي يتبنى إشعال النيران في السودان بهدف تعطيل مسيرة النماء والسلام والاستقرار لن تتوقف..وأي فرد في السودان اليوم يعلم إلى أين ستقودنا هذه التداعيات..وبروتوكولات تتحدث عن وقف العدائيات واتفاق أبوجا يقول بذلك وبموجب الاتفاقية التي تعالج واحدة من أكثر مشكلات القارة تعقيداً وبموجبها وضعت الحرب أوزارها..إلا أن أهم بند من الاتفاقية تم خرقه بواسطة الحركة الشعبية ممثلة في أمينها العام والجيش الشعبي الذي يحكم بقبضة حديدية (رغم بجاحات العناصر الشيوعية في الحركة بعبارات التحول الديمقراطي) التي صارت مضغة لا طعم لها ولا لون ولا رائحة..شعارات مرفوعة ومرددة بلا مضمون ولا ممارسة..الحركة خرقت الاتفاقية جملة بخلق العدائيات وممارسة الاعتقال والسجن والإرهاب والتزوير وفصل الجنوب قبل إجراء الاستفتاء وطرد الشماليين والعرب من الجنوب وإنشاء قنصليات وممثليات وسفارات في العديد من الدول تأكيداً على خرق الاتفاقية جملة وتفصيلاً..وما إيواء متمردي دارفور وتبني قضاياهم وتدريب عناصرهم وإجلاء جرحاهم إلا أكثر تلك الأعمال العدائية التي من شأنها أن تلقي الاتفاقية وتعيد السودان إلى ما قبل الاتفاقية حتى لو عدنا إلى الحرب مرة أخرى.. التحية لقطر المخلصة وأميرها العصري الذي يبذل قصارى الجهد لحل مشكلات العرب والمسلمين عبر مبادرات دبلوماسية شعبية نشطة وجهود عظيمة في تحمل الأذى من قبل الكثيرين الذين لا يشكرون الناس وبالتالي لا يشكرون المولى عز وجل..وكما قال الشاعر في وصف الحبيبة: "الزول السمح فتى الكبار والقدر".... نقول لقطر "أنت فتى الكبار والقدر"..