12 سبتمبر 2025
تسجيلالسلام هو الركيزة الأساسية التي تُبنى عليها الشعوب والأمم، حيث إنه العامل الأساسي الذي يضمن استقرار البلاد وبقاءها، فتحقيق السلام والاستقرار المجتمعي يساعد الفرد على الحياة الكريمة والاستقرار الذهني والعقلي، مما يجعله فردا منتجا وداعما لمجتمعه. كما أن السلام يخرج أفضل ما يتميز به الإنسان من صفات وسمات، فالانسجام البشري والتفاهم بين أفراد المجتمع، يؤدي إلى التجانس الفكري، لبناء مجتمع قوي خال من الآفات، مثل الصراعات، الضغائن، وغيرها. وبما ان دولة قطر في مقدمة الدول التي تروج لثقافة السلام والتسامح ونشر المحبة بين الأمم والشعوب باختلاف ثقافاتها ومعتقداتها وسياساتها. فإنه يتوجب علينا جميعاً "مواطنين ومقيمين" تبني هذه السياسة داخلياً وخارجياً وأن نكون أداة لنشر السلام والمحبة والتسامح على الدوام. وبالأخص الآن ونحن على مشارف تنظيم دولتنا الحبيبة قطر لكأس العالم ٢٠٢٢حيث سيتوافد إلينا العديد من الوفود العربية وغير العربية للمشاركة بهذا المحفل العالمي، فستتعدد الثقافات والمعتقدات والعقائد في محيطنا الجغرافي المحدود. وبما انه ليس مطلوبا منا مجاراتها أو التصديق عليها لكونها ثقافة دخيلة غير دائمة وذات تأثير محدود جداً وستنتهي بانتهاء الفترة المخصصة للبطولة. فإنه من الضروري ان نستمسك بقاعدة الكلمة الطيبة والقول الحسن والابتعاد عن الالفاظ المؤذية. فالمؤمن هو من حفظ لسانه لقوله تعالى: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ"، فلا تعني حرية التعبير التطاول والغوص بالنوايا ومحاسبة الآخرين بالهجوم والتشهير. بل يمكنك ابداء رأيك بطريقة متحضرة وعملية بالابتعاد عن الشخصنة واستخدام الكلمات الطيبة ذات المفعول السحري لكونها تجمع وتؤلف القلوب بعكس العبارات ذات الايحاءات السلبية والتي تفرق الجماعات وتشحن النفوس. إذاً فلنحرص على عدم اصدار الاحكام على الاخرين. وثق جيدا بأن كل شخص يرى أنه الأمثل وأنه الأكثر صوابا مثلك تماما، ولذلك فلا تزكِّ نفسك لأن الله أعلم بالمتقين، وانتبه فقط لذاتك ولا تصدر أحكاما على أحد، فعندما تبدأ بإصلاح نفسك وتحاول سعيا لنشر السلام والمحبة حقا لن يكون في قلبك مجال لنقد أو غيبة أو الدخول في نوايا أحد، واعلم جيدا أن إصدار الأحكام والدخول في النوايا من آفات الروح والمجتمع وأن الله نهى عن سوء الظن والغيبة، ونشر الفتن. فإن ما يبني الأمم هو التسامح والوحدة والسلام فكلنا إنسان وكل منا له الحق في أن يعيش حراً، فالحرية قيمة عالية، احذر أن تسلبها من أحد حتى ولو بمجرد إصدار حكم عليه بين نفسك. فتسلح بأداة السلام وأفعل ما أمر الله به، من حسن الخلق لتظهر سماحة ديننا الكريم وعمق الالتصاق بين الأفراد في المجتمع القطري والذي ينتج عنه علاقات طيبة ومحترمة ترسخ قواعد العلاقات الإنسانية بمبدأ الحب والسلام والتسامح الذي قد يفقده البعض في علاقاته مع الآخرين فيفتقده المجتمع كنتيجة حتمية حينما يتخلى الأفراد عن القيم الإيجابية، ويبدأ كل منهم بمحاسبة الآخر. كما يجب أن نبدأ جميعا في إرساء كل القواعد المتعلقة بالقيم الإنسانية المحترمة التي تقود صاحبها للعمل بهدف تحقيق ونشر ثقافة السلام والتسامح لتطوير المجتمع الى الأفضل. ولن يحصل المجتمع على أفضليته بين المجتمعات إلا بحصوله على القيم المدروسة المخطوطة والمعنوية، تلك التي تتداخل في الإطار الإيجابي للقيم فينتج عنها الإسهام في بناء وتدعيم ثقافة السلام. والوصول الى هذا التناغم المجتمعي ليس بالشيء الهين السهل وإنما يتم من خلال تفكير وبحوث وتعليم وتطوير الذات البشرية حتى يمتلك قدرته على التفريق بين الصواب والخطأ والمفهوم واللا مفهوم والوعي واللاوعي، ومعاندة المعوقات التي تعوق فكرة نشر السلام والمحبة. كما أن إشاعة ونشر ثقافة التسامح يجب أن تبدأ من خلال تأصيل العديد من القيم والمواقف وأساليب الحياة التي تستند إلى الاحترام الكامل لمبادئ السيادة وحقوق الإنسان والحريات والاعتماد على الحوار المنطقي بين الأفراد والمؤسسات وترسيخ مفهوم التعاون بين الجميع بما يتيح إخراج السلوك المنطقي الذي يحمي الفرد من الفرد ويحمي المجتمع من الفرد ويحمي الفرد من نفسه. يا سادة... دعونا نبدأ في دعوة الناس لنشر الحب والتسامح والسلام بآليات جديدة ورؤى عميقة وقناعات محترمة. وذلك لا يمكن تحقيقه دون جهود مبذولة من الجميع وعلى كل الأصعدة والمستويات، فالحب والتسامح من أولويات التنمية السليمة للنهج القطري حكومة وشعباً. ودورنا الآن تفعيل هذه المنهجية لنشر السلام والمحبة للجميع.