19 سبتمبر 2025

تسجيل

صناعة الكراهية في أزمة الخليج

09 نوفمبر 2017

ما عاد هناك أي أدنى شك في أن دول الحصار، أو الرباعي المتأزم، يزداد تأزما كلما طال أمد الحصار على قطر والذي يدخل شهره السادس دون نتائج ترجى من تلك التي خطط لها الرباعي المتأزم، وقد منى النفس بتحقيق عدة أهداف، ليجد نفسه اليوم وقد صار بلا هدف. نراهن في قطر، حكومة وشعبا على الوقت. فكلما طال الوقت ضاق الحصار ليس على قطر، بل على التحالف الرباعي الآثم الغادر، وبدأت معه بوادر انشقاق وتفكك، سواء في العلاقات البينية أو في كل دولة على حدة.. وقد ازددنا قناعة في قطر، بأن هذا الرباعي الآثم، ارتكب جرما وإثما عظيما بحق شعوبه وشعوب المنطقة كلها منذ بداية عملية الغدر بقطر، عبر الزج بالشعوب في آتون الخلافات السياسية، على النقيض من كل المرات أو الخلافات السابقة. لقد بدأ إعلام الرباعي المتأزم، مدعوما من جهات سياسية في كل بلد، بالتفنن فيما تعارف الناس عليه بصناعة الكراهية. حيث بدأت دول الحصار منذ الأسابيع الأولى في هذه الصناعة، وشحن النفوس بصورة أدت إلى الفرقة والشقاق والخلاف بين الأسرة الواحدة أو البيت الواحد، قبل أن تمتد وتنتشر لتشمل غالبية المجتمعات الخليجية. منذ أن تكشفت خطة الرباعي المتأزم ورغبته في الاجتياح العسكري لقطر لتحقيق أهدافه، وإحداث نوع من التدمير للوجود المادي القطري، سواء للجماد والدواب أو البشر والشجر، فإنه رغم ذلك الانكشاف، لم يرعوي ولم يشعر بالحرج، بل استمر في دعم صناعة الكراهية ضد الشعب القطري كأمر بديل للعمل العسكري، ليعمل على إحداث ضرر بالوجود المعنوي للشعب القطري ومن يقيم معه، لأجل أن تتأثر آراءه وسلوكياته ومعنوياته، عبر التفنن في اختلاق الأكاذيب والشائعات والترويج لها، وتزوير الحقائق والوقائع باستخدام الإعلام ووسائل التواصل المختلفة، باعتبارها من أهم أدوات هذه الصناعة..لعل من أهم أهداف الرباعي المتأزم لدعم صناعة الكراهية في هذه الأزمة، هو الإضرار بأمن واستقرار قطر، حكومة وشعبا، عبر الأكاذيب ونشر الشائعات وإحداث الذعر النفسي، بقصد التأثير على استقرارها السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وهذا أمر قابل للحدوث ما لم يكن المجتمع على درجة كافية من المناعة الفكرية، والوعي التام بما يدور حوله، ودرجة عالية من حس المسؤولية الوطنية، وهي كلها عوامل نجدها في الشعب القطري، باعتباره شعبا صغيرا مسالما يعيش في مجتمع صغير مترابط ومتماسك، دون أي أثر ملحوظ مؤثر لفوارق اجتماعية أو عنصرية أو طائفية أو غيرها، من تلك التي يتم استغلالها عادة في صناعة الكراهية بين أبناء المجتمع الواحد. إن الأفعال التي يقوم بها الرباعي المتأزم تجاه قطر، حكومة وشعبا طوال الشهور الستة الماضية، هي عمر الأزمة حتى الآن، إنما تدخل ضمن فنون وأساليب صناعة الكراهية، التي لا أقول إنها لم تنجح في تحقيق مرادها، لكن من المؤكد أنها لم ولن تنجح بإذن الله في تحقيق الهدف الأساسي، وهو التأثير على النسيج الاجتماعي والترابط والتكاتف الحاصل لدى الشعب القطري ومن يعيش معه من مقيمين، على اختلاف جنسياتهم ودياناتهم. نعم نجح الرباعي المتأزم في صناعته البغيضة تلك في إحداث شروخات كبيرة بين الشعب القطري وشعوبهم بصورة وأخرى. كما نجح هذا الرباعي وبكل جدارة واقتدار، في رسم صورة ذهنية له عند جيل شاب من الشعب القطري. صورة غاية في السوء. يتحمل هذا الرباعي مسؤوليتها التاريخية. حيث سيجد هذا الجيل الشاب صعوبة بالغة في تغييرها، وربما احتاج زمنا طويلا مع أفعال بنّاءة إيجابية من لدن الرباعي المتأزم، لكي يستطيع بها تغيير ما يمكن تغييره من الصورة. ما أريد أن أصل إليه في خاتمة هذا الحديث، وهو رسالة إلى القطريين بشكل خاص، والمقيمين في قطر بشكل عام، ألا يتم استدراجهم من قبل أدوات الرباعي المتأزم، في صناعة الكراهية التي صاروا أساتذة وخبراء فيها. أرجو ألا يتم رد الإساءة بمثلها، وعدم التفاعل مع أساليبهم وحيلهم في الإيقاع بكم في واحدة من مراحل هذه الصناعة. كلما كان الضبط والربط أسلوبنا في التعامل معهم، كلما أضعفنا صناعتهم تلك، وصرنا سببا في تدهورها وفشلها بإذن الله. وكلما استطعنا التعامل مع حملات الكراهية والتحريض بشكل قانوني، وعلى مستويات دولية متعددة عبر مختصين وخبراء في هذا المجال، كانت النتائج باهرة ومؤثرة، واكتسبنا المزيد من احترام وتقدير العالم. وأن نضع أولا وأخيرا نصب أعيننا، القانون القرآني بخصوص المكر السيء، وأنه لا يحيقُ إلا بأهله.. والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.