13 سبتمبر 2025
تسجيليفسر سلوك الازدواجية بأنه لعب أدوار متعددة ومتباينة بحسب الظروف والمواقف، أو بمعنى آخر التلون كالحرباء وفقاً للبيئة التي توجد فيها، لتحقيق غرض أو غاية ما، كذلك يمكنك القول بأنها إخفاء ما في الباطن وإظهار العكس للحصول على رضا الآخرين أو كسب موقف، أو هي كما نعرفها بالعامية الدارجة "أن أكون بوجهين"، وفقاً لمقتضيات الحالة والظرف أو الموقف الذي يمر به الشخص. وقد تكون الازدواجية في بعض الظروف صحيحة وبعضها غير صحيحة أو غير سليمة ، وقد يعتقد البعض بأنه لا خطأ في أن يكون للمرء شخصيات مزدوجة، ويعتبرون الأمر مسألة تكيف مع متطلبات الحياة ، وهم ليسوا على حق هنا، فأنا حين أنكر مبادئي أو معتقداتي متعمداً، وأخفيها عن المحيطين بي بغرض تحقيق مكسب أو ربح مادي أو معنوي، فأنا هنا ببساطة أكذب وأنافق وأخدع ولا يمكن لأي أحد مهما كان، أن يقبل الخداع أو يبرره بأي حال أو تحت أي ظرف، وإلا لما انتقدنا المثل المرفوض "الغاية تبرر الوسيلة" فكما هو الحال مع أي شخص يرفض ولا يحب أن يخدعه أحدهم أو يستغله ويخفي عنه اتجاهاته وميوله ومعتقداته. وهناك فرق ما بين الازدواجية والأدوار الحقيقية على المستوى الاجتماعي ، فالحياة قد تعطينا أدواراً كثيرة ومتنوعة وليس شخصيات متناقضة، فكل منا يمكن أن يكون في نفس الوقت الطالب والابن والأخ والأب والجد ، وإلى آخره من تصنيفات وأدوار تحددها أشكال العلاقات الإنسانية ، فالشخص يمكن أن يكون أباً وجداً وزوجاً ومديراً وقائداً، وهي أدوار حقيقية تلعبها الشخصية الواحدة التي تحمل في كيانها الإيمان والمعتقدات والأفكار نفسها، وتعيشها من خلال الأدوار مع الآخرين بكل وضوح وصدق وأمانة ، وهو أمر مختلف تماماً عن تقمص الإنسان لشخصية تختلف عن شخصيته وإظهار خلاف ما يبطن.ولكن عندما يخجل الأسنان من نفسه يبدأ في ارتداء أقنعة معينة ، لإخفاء عيوبه والظهور في أجمل صورة ، ولربما يصل به الأمر لأن يقوم بدور البطولة وهو ليس أهلاً لها ، فيدعي بطولة المزيفة ويحمل نفسه صفات لا توجد لديه من الأساس ولا صحة لها في قاموسه، وذلك خشية من رفض ونبذ الناس والمجتمع له .فالازدواجية لا تعالج مشاكل ولا تصلح عيوبا بقدر ما هي هروب متقن من الواقع بدلاً من مواجهته وإصلاحه ومحاولة تغيره نحو الأفضل ، وهي كأسلوب النعامة حينما تدفن رأسها في التراب ومثل الذي يضع يديه أمام عينيه ويدعي غياب الشمس في وضح النهار، وهذا ما تفعله دول الحصار فحينما يصرح أحد وزراء الخارجية لديهم فإن بلاده لن تشارك في القمة الخليجية بوجود دولة قطر التي تقترب من إيران يوما بعد يوم وتحضر القوات الأجنبية وأنها تؤثر على الأمن والاستقرار في المنطقة ، فالازدواجية لغتهم وأسلوبهم الضعيف لأنه لو نظرنا لكل دولة من دولهم ، فإنهم يستعينون بدول أجنبية تدافع عنها بحكم طبيعة المصالح المشتركة بينهم ، ولكن الفرق بيننا وبينهم نحن نعمل في الظاهر وبمباركة جميع الأطراف بينما هم يعملون في الخفاء والباطن و يتحركون بخبث ويسعون نحو تسهيل التطبيع الإسرائيلي بدخول للمنطقة الخليجية . خاطرة ،،،للقضاء على الازدواجية لابد من تعلم ممارسة الصراحة والمكاشفة والأمانة والوضوح في القول والفعل بين الشعب والقيادة بدول الحصار، وتطبيق الشفافية والاستقامة والنزاهة في الداخل قبل الخارج ، وتعزيز الثقة بالنفس وبالإمكانيات المتاحة لمواجهة النقائص والعيوب وتقويمها وتقويتها في بلدانكم ولدى شعوبكم ، لتحصدوا ثمار الفرح والمحبة والسلام والولاء وراحة البال بعيداً عن الغش والمكر والخداع.