20 سبتمبر 2025

تسجيل

كلكم راع ..

09 نوفمبر 2016

حين تسمع بكلمة الرعاية، فالصورة الذهنية الفورية التي تظهر وتتشكل عندك، تكون على صورة شخص يقوم على حماية آخرين ورعايتهم والاهتمام بهم، ويكون هو المسؤول عنهم وقت المحاسبة والمساءلة. الشخص المسؤول هذا قد يكون على صور عدة. أب، أم ، معلم، بائع ، خادم، مدير، رئيس، حاكم، إلى آخر قائمة المسؤولين. وفي الحديث النبوي الصحيح ما يوضح الصورة أكثر.((عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)). هذا الحديث يمكن اعتباره من أسس علم الاجتماع، وأساسا لاستقرار وأمان المجتمعات إن تم اتخاذه منهجاً في التعامل الاجتماعي. الرعاية الأبوية مثلاً تكون على شكل حماية من يعول من الأبناء وأمهم، ورعايتهم مادياً ودينياً بشكل عام. إذ ليست مسؤوليتك محددة كأب، أن تقوم على توفير احتياجات عائلتك في المأكل والمشرب والملبس واحتياجات مادية أخرى، بل كذلك في التربية والرعاية الدينية، لأن الله سائلك عن كل تلك التفاصيل. هذه الرعاية تتعاظم بازدياد عدد من يأتون تحت أمر رعايتك. فالأب مسؤول عن عائلته، ومعلم الفصل عن طلابه الثلاثين أو الأربعين، فيما مدير المدرسة عن ألف طالب مع المعلمين والإداريين، ومدير الشركة عن آلاف من الموظفين، وصولاً إلى رئيس الدولة، وهكذا.هذه الرعاية كما في الحديث، أصل في تحمل المسؤولية، التي سيكون كل راع حاضراً في ميدان المحاسبة يوم القيامة، وبالتالي يقتضي منه الاجتهاد في الوفاء والالتزام بها كما أمر الله سبحانه، فيما الرعية، أبناء كانوا أم غيرهم، فالرعاية هذه نوع من التكريم والحماية لهم، والتي وفرها الشرع الحكيم لهم وجعلها حقاً لهم على راعيهم، فكيف يأتي من يطالب غيره بالتخلي عن مثل هذا التكريم وهذا الحق، في عالم مادي متوحش؟ لابد أن هناك خللاً ما في التفكير والرؤية.