18 سبتمبر 2025

تسجيل

وجه آخر لرحلته لتايلاند

09 نوفمبر 2015

قال محدثي سأحدثك عن وجه آخر لتايلاند أرجو أن يتسع صدرك لما أقوله وما هى إلاّ مشاهد وانطباعات، وأكيد أنك تعرف هذا أو سمعت عنه من قبل، ولكن من قبيل الحديث معك: — الفساد هناك منتشر بكافة أنواعه — الذى أقصده الفساد الأخلاقى — وبصورة عجيبة وبأشكال غريبة، وهذا الذى يؤلم وننكره، ومن حقى أن أنكره فصاحب الفطرة السوية لا يرضى الفساد فى جميع المعمورة. وكنتُ أتخيل وأنا أمشى فى شوارعها وأنا أريد أن اشترى بعض الحاجات أنه سيضربها زلازل مدمر يقضى على كل شيء وتصبح بانكوك مدينة منكوبة وفى خبر كان، أو ستأتيها فيضانات فيتشرد أهلها فى كل مكان. لماذا كل هذا العقاب؟ انه بسبب العصيان والفساد والتمادى فيه الذى بلغ أقصى مداه هناك. — ومما لفت انتباهى فى شارع NaNa ويطلق عليه وللأسف شارع العرب وهو معروف بهذا الاسم حتى عند التايلانديين، فاذا عينى تقع على لافتة مكتوب عليها " أول ديسكو عربي" باللغتين العربية والانجليزية عند المدخل الخارجى لأحد الفنادق الموجودة على هذا الشارع وهذا الفندق مشهور.- ورأيت منهم من يتاجر ويدعو الى الرذيلة والفساد ويحاول أن يصطاد فئة الشباب بكل جرأة ووقاحة وللأسف من الجنسية العربية من يمارس هذه التجارة القذرة، حتى من أهل تايلاند من يدعو الى الدخول الى أماكن الرذيلة والوقوع فيها.- أما العرب هناك كزائرين فحدث عنهم ولكن بدون تعميم، ولكن قد ترى منهم مناظر ومشاهد قلبك يتقطع وعقلك يقف حائراً لتلك المشاهد المزرية، وتسأل نفسك لماذا يقطعون هذه المسافات لارتكاب ما يغضب الله تعالى؟ أليس الله سبحانه وتعالى مطلعا عليهم فى كل مكان .هل الله لا يراهم هناك. فمنهم من يركب (توك توك) وهى وسيلة مواصلات منتشرة فى تايلاند، فاذا بمن يقود هذا الـ (توك توك) أى السائق يضع أغاني عربية مرتفعة أصواتها يسير فى شوارعها وخاصة فى الليل طبعاً بأمر هؤلاء الذين ركبوا معه. ووجدتهم يسهرون طوال الليل وأغلب النهار ينامون.- يقول أحدهم لي ما أن تأتى اجازة إلاّ وأنا والأهل والأبناء نذهب الى تايلاند. أقول له لماذا؟ فيرد عليّ أنا والأهل والأبناء نرتاح لتايلاند. قلتُ له والفساد ومظاهر الانحلال والمجاهرة بالمعاصى فى كل مكان هناك؟ قال:(( عادي، قلت له كيف يكون هذا شيئا عاديا ألا تخاف على أسرتك وأبنائك من هذا كله؟ فلم يسعفنى بجواب!.فقلتُ له اللهم انا نعوذ بك من الغفلة)).- ويقول من حبى للاستطلاع سألت بعض التايلنديين عن تعاليم بوذا فقلتُ له هل يوجد فى تعاليم بوذا الدعوة الى الفساد والرذيلة؟ فرد عليّ لا يوجد فى تعاليم بوذا الدعوة الى ارتكاب الرذائل، فمن وصايا بوذا " لا تقض على حياة حي، لا تسرق ولا تغتصب، لا تكذب، لا تتناول مسكرًا، لا تزن، لا تأكل طعامًا نضج فى غير أوانه، لا ترقص ولا تحضر مرقصًا ولا حفل غناء، لا تتخذ طبيبًا، لا تقتن فراشًا وثيرًا، لا تأخذ ذهبًا ولا فضة، والناس فى نظر بوذا سواسية لا فضل لأحد إلا بالمعرفة والسيطرة على الشهوات ". وفى نهاية المجلس والحديث معه ذكرته بدعاء كفارة المجلس فقلنا " سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا اله إلا أنت، استغفرك وأتوب اليك "."ومضة"فى الماضى كان تجار العرب يأتون لدول شرق آسيا للتجارة ولكن كانوا يذهبون إليها ودينهم واسلامهم وأخلاقهم معهم لم يتركوها فى بلدانهم، فلم يأتوا للفساد أو للنظر لما يغضب الله تعالى، أو للهو واللعب، وكان أهالى تلك البلاد يدخلون فى دين الله من حسن معاملة وأخلاق وطيب معشر هؤلاء التجار الكرام. فمتى نعود الى ماضينا الأصيل كما فعل هؤلاء التجار أصحاب المبادئ والأخلاق؟.