11 سبتمبر 2025

تسجيل

التحديات التي تواجه تركيا بعد الانتخابات

09 نوفمبر 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أثبتت نتائج الانتخابات البرلمانية التركية أن الشعب التركي مدرك لطبيعة التحديات التي تواجهه ومدرك لحجم المؤامرات التي تحاك ضده في الظلام، كما أثبتت الانتخابات انحيازه إلى الحق في مواجهة الباطل وأنه لن يتخلى عن دوره في مساندة الشعوب المظلومة. الشعب التركي كشف عن معدنه الأصيل حين جدد ثقته بحزب العدالة والتنمية وجاءت نتائج الانتخابات لتؤكد انحياز الشعب إلى الاستقرار والأمان والحزم في مواجهة التحديات كما جاءت نصرا مؤزرا مبينا لحزب العدالة والتنمية الذي أنجز لشعبه ازدهارا اقتصاديا ووضع تركيا كواحدة من أهم الاقتصاديات العالمية لتحتل الرقم 17 بينها، ولتصبح عضوا هاما في مجموعة العشرين.. نجاح حزب العدالة والتنمية هو نجاح للشعوب المظلومة في سوريا وفلسطين ومصر التي ساندها الحزب وأرادت أحزاب المعارضة التخلي عنها.. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: ما هي أهم التحديات التي تواجه حزب العدالة والتنمية بعد فوزه ؟يواجه حزب العدالة والتنمية مجموعة من التحديات وأهم هذه التحديات مواجهة داعش التي كشرت عن أنيابها في الشهور الأخيرة من خلال التفجيرات الإرهابية التي نفذتها في أنقرة وسروج والتي خلفت مئات القتلى والجرحى وربما شكلت حاليا تهديدا لقمة العشرين التي ستعقد في أنطاليا بتركيا في الأيام القليلة القادمة إذ ألقت السلطات التركية القبض على 21 مشتبها بينهم روسيان وامرأتان، وتم مصادرة أوراق بحوزتهما تؤكد تواصلهما مع تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق كما أوقفت 41 مغربيا بمجرد وصولهم إلى مطار إسطنبول وأعادت منهم 20 وتحقق مع الباقي، وتراقب الحكومة التركية عن كثب نتائج تحقيقات سقوط الطائرة الروسية وتخشى أن يتكرر السيناريو على طائراتها.. وفي هذا السياق أعلن وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي أن لدى بلاده خطة عسكرية للتحرّك ضد «داعش» قريباً وربما طرحت هذه الخطة على قمة العشرين كما أن دخول روسيا إلى جانب الأطراف الأخرى في الأزمة السورية زاد من الأعباء الملقاة على صانع القرار التركي.ويعد التنظيم الموازي واحدا من التحديات فقد اقتحمت الشرطة التركية في أنقرة مقر اتحاد المقاولين الأتراك (توسكون) المدعوم من فتح الله جولن واتهمته بتمويل ودعم الإرهاب، ولا شك أن التنظيم الموازي المتغلغل في أجهزة الدولة، وفي الإعلام سيبقى تحديا قائما رغم تقليم أظافره، ومن التحديات استكمال الملفات التي عمل على إنجازها الحزب بزعامة أردوغان ليستكملها اليوم حزبه بزعامة أحمد داود أوغلو وهي إقامة السلام والوئام الاجتماعي والسياسي مع الأكراد الذين يشكلون نحو 20% من السكان والذين تعرضوا للبطش والتهميش والتتريك خلال حكم مصطفى كمال أتاتورك رغم وقوفهم مع حكومة أنقرة التي تزعمها أتاتورك ضد الغزو اليوناني البريطاني لتركيا بعد الحرب العالمية الأولى ــ وتفكيك حزب العمال الكردستاني، وإدخاله في العملية السياسية السلمية ونزع العنف من توجهاته، وهي مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة وقد بدأها أردوغان منذ بضع سنوات، وعلى خلفه أن يتمها، وكذلك المضي قدما في مصالحة تركيا مع هويتها الإسلامية، وهي بالفعل قطعت أشواطا لا بأس بها من خلال الحزب على طريق استعادة هذه الهوية، فقد أصبح الحجاب ممكنا والتعليم الديني موجودا لا ممنوعا واستعاد المسجد دوره، ولكن تبقى خطوات لاستعادتها بالكامل..ومن التحديات كذلك تصالح تركيا مع عالمها العربي الذي يتشاطر معها الدين وجزءا كبيرا من ثقافتها وقضاياها المصيرية والاستمرار في عملية المواءمة بين الحداثة والإسلام التي شكلت تجربة حزب العدالة والتنمية أنموذجا لها... وأخيرا تحقيق معدلات نمو قوية وإنجاز رؤية الحزب ليصبح الاقتصاد التركي العاشر عالميا مع الاحتفال بعيد الجمهورية المئوي 2023 ولتحتفل بهذا العيد وقد استعادت هويتها الإسلامية بالكامل وأنجزت اقتصادا مزدهرا وضاعفت نصيب الفرد من الدخل القومي وأنجزت أول طائرة ركاب مدنية تركية، فهل سينجح الأتراك تحت قيادة حزب العدالة والتنمية في إنجاز كل هذه الملفات؟!!!عبدالعزيز الكحلوت