13 سبتمبر 2025

تسجيل

‏حتى نحتفظ بالتراث

09 نوفمبر 2014

إحياء التراث الشعبي والحفاظ على خصائصه الفنية وإبراز أصالته يعتبر تخليدا لحضارة عريقة، وهذا التراث يظهر مدى ثقافة الشعوب من حيث الزمان والمكان . التراث الشعبي هو أحد مكونات التراث الحضاري الإنساني الذي تزامن مع نمو الحضارات القديمة وتواكب مع جميع مراحلها . وهو خلاصة تجارب وخبرات تراكمت وتناقلت على مدى تلك الأزمان وحتى يومنا هذا. وهي بذلك تشكل هوية تلك المجتمعات الإنسانية التاريخية التي تجسد ملامحه الذاتية. وللأسف فإن توارث هذا التراث والعمل عليه قد يبدأ في التلاشي والعزوف عنه مع التقدم العلمي والتكنولوجي فكيف نحيي هذا التراث ؟ وكيف نحميه ونحافظ عليه من التلاشي والضياع لأنه هو ما تبقى من هويتنا التاريخية خاصة وأن هناك جزءا كبيرا من التراث الفني قد اندثر وانتهى ولم يعد يعرفه أحد من الجيل الحالي ولتسمح لي الجهات المسؤولة أن أقول بأن إقامة الفعاليات وحدها لا تكفي فهي فقط واجهة تعريفية للتراث أما الحرص على ترسيخه في ذاكرة الأجيال وربطه بالهوية والثقافة العامة لدى الجميع وتشجيعهم على ممارستها فنيا وفكريا وعمليا فهذه مسؤولية أخرى يجب أن تتكاتف من أجلها كل الجهات. إن التراث الشعبي هو الجهد البدني العملي والذهني الفكري للإنسان والذي أنتج هذا التراث في شكل التراث العملي وهو التراث المادي كل منتجات الإنسان التي خلفها والذي كان يستعين بها في حياته والمتمثلة بالبناء وأدوات العمل وغيرها. ومنها ما يدخل الآن في مصطلح الحرف والمشغولات اليدوية المحلية والشعبية وأما التراث الفكري الذي هو أيضاً خلاصة تجارب الإنسان الحياتية والتي عبر عنها في أشكال مختلفة عكست تلك الممارسات والطقوس والعادات التي كانت تمارس في مناسبات محددة . ومنها الفلكلور الشعبي . وما الأهازيج الشعبية والأمثال والحكم والقصص والحكايات والرقصات والألعاب الشعبية إلا تجسيد وامتداد للواقع والحاضر،، التشجيع والدعم يساعدان على تطور هذه الثقافة وبقائها وكذلك الترويج لها وخلق أسواق لها أما الفلكلور فيتم حفظها بتوثيق وتدوين تلك المخرجات وحفظها بالصوت والصورة حتى لا تضيع لأن أغلبها شفوي وقد تحدثت في مقال سابق عن أهمية الحفاظ على التراث الشفاهي.. عموما فإن هذا التراث عصارة جهد وتجارب أجيال وهو الهوية التاريخية التي مازالت ويجب أن نحافظ عليها.