18 سبتمبر 2025

تسجيل

حادثة الدالوة .. الوطن عصي على الفرقة

09 نوفمبر 2014

مشاهد مؤثرة صاحبت تشييع ضحايا الحادثة الإرهابية في قرية الدالوة مساء الإثنين الماضي، كان الملمح الرئيسي لمشهد التشييع الضخم في تلك القرية الإحسائية شرق السعودية والتي تبعد 15 كيلو مترا عن مركز المحافظة الإحساء "الهفوف" يتمحور حول إبراز رسالة واحدة للعالم بأن المجتمع المحلي السعودي عصي على محاولات دس الفرقة وجر البلاد إلى مستنقع الفتنة والتناحر بين المذاهب التي طالما تعايش أهلها في دعة وسلامة وشراكة، حيث لم يسجل التاريخ أي حادثة أو تصادم بين أهل المذهبين في البلاد، كانت الرسالة واضحة في لافتات المشيعين وأعلامهم الوطنية وحضورهم المشترك من كل المناطق السعودية، فقد حُملت صور شهداء الواجب من العسكريين الذين قضوا في مطاردة المعتدين من أصحاب الفكر التكفيري والمتطرفين والذين استهدفوا جر البلاد إلى مستنقع التناحر بين الطوائف وكذلك شحن أبناء الطائفة الشيعية ضد الحكومة لمحاولة إبراز التقصير في حمايتهم رغم التكثيف الأمني وما يتاح لهم من الحرية الواسعة لممارسة شعائرهم في مثل تلك المناسبة التي قصد فيها الفاعلون تنفيذ جريمتهم النكراء وهي الاحتفال بذكرى وفاة الإمام الحسين وفي موقع لا تزال الحيرة تلازم المتابعين لاختياره مسرحاً للجريمة. فالمجتمع الإحسائي بأطيافه تعايش قروناً مع هذه الحالة ولكنها يد الغدر والتعبئة المغلوطة للفكر الضال الذي ظل يحذر منه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في كل مناسبة تستدعي ذلك، مستشعراً الخطر منه على المجتمع والأمة، بل والعالم أجمع، بل ونعت، حفظه الله، العلماء والمشايخ بالكسل في مواجهة هذا الغول المدمر سوى أن يد الخفاء والغدر لا تفهم المعنى الصحيح لحياض الدين والوطن الذي يوفر لرعاياه الحقوق والحريات والأمن والرخاء، فتسللوا غدرا مساء الإثنين لتنفيذ جريمتهم التي خابت وعادت لتسجل مقاييس جديدة لمعاني الترابط والتلاحم بين جموع الناس التي تؤمن بأن للأمن معناه وللسيادة الوطنية معناها في بلد لا يعرف منذ توحيده سوى الرخاء والضرب بيد من حديد لكل مخل غادر، فتقاطرت الجموع عصر يوم الجمعة الماضي حول جبل القارة، حيث القرية المنكوبة والتي أصبحت الخبر الرئيسي في كل وسائل الإعلام العالمية بعد الحادث وزارها كبار رجالات الدولة معزين ومؤكدين أن المصاب مصاب الوطن، لتظهر الصورة على عكس ما دبره المرجفون ورؤوسهم ويتحول الوطن إلى شحنة غضب عارمة ضد الإرهاب، فقد وصل السل إلى العظم ولم يعد هناك متسع للتهاون في نبذ كل دواعي التطرف وتحول الخطاب في كل صوره ومن كل مصادره إلى رسائل عملية لمواجهة تلك الحالة النكراء وذيولها أينما كانوا، فليس من المصلحة التراشق أو التشاحن وقد عرف العدو في هيئته التي تتلبس ثياب الطهر والتقوى منفذة أجندات الأعداء ومستغلة كل سبل بث السموم، سراً وعلانية، في وطن يضمن لرعاياه عملياً السلامة والرخاء ويدرك الجميع أن في هذه السلامة قوة لهم وللأمة دون مواربة أو تشكيك وهو ما يرهب الأعداء وينوع مخططاتهم، حقيقة كانت مشاهد التشييع ومظاهر الوطن تؤكد اللحمة وترسل الرسائل بأن الوطن عصي على الفرقة دائماً رغم الفتن وحالات التربص، فالالتفاف حول الأمن وحول القيادة هو رسالة الجميع.