13 سبتمبر 2025

تسجيل

الغناء العراقي "1"

09 نوفمبر 2013

في بعض الأماسي، وانطلاقاً من الضجر، أهرب إلى التلفاز وأقلب في المحطات، اكتشفت العديد من المحطات التي تثير الفتنة والبلبلة، وهذا حال الدنيا، واكتشفت مثلاً أن هناك محطات المذيع والمذيعة فيها لا يملكون أي ثقافة، شاهدت محطة تجارية خليجية تستحضر بعض الحفلات الغنائية، وقدمت أغنية (سكر) للفنان الكبير عبدالكريم الكابلي في شبابه في إحدى الدول الخليجية، وقالت المذيعة إنها من روائع الفنان السوداني سيد خليفة!! إذا كانت المذيعة ذات ثقافة ضحلة فهل أصيبت بعمى البصر والبصيرة ولم تر أي صورة للمرحوم سيد خليفة؟ مذيعة أخرى كأخينا في قطر الذي يعتقد أن الفنان ماهر العطار قد توفاه الله، وهو حيّ يرزق، وإذا أراد عنوان سكنه فأقول له: شارع أحمد عرابي في المهندسين!! وأغرب الأشياء أن أحدهم وهو يقدم أغنية قديمة لفاضل عواد قد ذكر "المطرب المرحوم" هكذا يتم عبر الجهل والغباء وعدم البحث بجدية في تقديم معلومات مغلوطة، الموت حق ولكن، الحياة أجمل، أعود إلى الإرث الثقافي العراقي وأعود إلى الشجن الجميل، عبر كل الأصوات القديمة، ما دمنا نتذكر حسين نعمة، فاضل عواد، وسنديان الغناء العراقي المرحوم رياض أحمد وعشرات الأغاني، ماذا جرى للفن العراقي، هل أسلم القيادة، - أسوة بغيره - إلى الأصوات التي تنعق عبر كل القنوات، كان الحزن والشجن علامة من علامات الغناء في العراق، عبر المقام العراقي، أو أغاني الريف، أو البستة، وكثيراً ما يتذكر الوالد صبري الرماحي تلك الفترة في عشرينيات القرن الماضي وذكريات منيرة الهوزوز وصديقة الملاية ورشيد قندرجي ويوسف عمر والقنبجي وجواد وادي وعشرات الأسماء، ولنا عودة لمعرفة سرّ الشجن في الغناء العراقي.