10 سبتمبر 2025

تسجيل

السقف والثريا

09 أكتوبر 2023

الهوية الوطنية تعتبر عنصرًا حاسمًا في ازدهار الأمم، إذ تؤثر بشكل كبير على عدة جوانب من الحياة الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية. حيث إنها تعكس الروح الجماعية للشعب، وتعزز وحدتهم، وتماسكهم. تلعب الهوية الوطنية دورًا هامًا في تعزيز الانتماء، والاندماج الاجتماعي. عندما يشعر الأفراد بالانتماء إلى وطنهم، وباندماجهم في المجتمع؛ يزدهر الجميع سويًا. فالانتماء يعني العمل المشترك لتحقيق الأهداف المشتركة، والرغبة في بناء مستقبل أفضل؛ وهذا يؤدي بدوره إلى تعزيز العمل الجماعي، والتضامن بين الأفراد، وتحقيق التقدم، والنجاح في مختلف المجالات. وتأييد الاستقلالية، والسيادة الوطنية. به يستمر الوعي السياسي، والمشاركة المدنية، والمساهمة في صنع قرارات البلاد، والعمل من أجل الصالح العام. تسهم الهوية الوطنية في تعزيز الاقتصاد الوطني. ذلك أنه حين يشعر الأفراد بالانتماء إلى وطنهم، يصبحون أكثر رغبة في دعم الاقتصاد المحلي، وشراء المنتجات المحلية. يعزز الشعور بالهوية الوطنية أيضاً الحماس، والاهتمام بالتنمية الاقتصادية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي. كما أن الهوية الوطنية تثري السياحة الداخلية والخارجية، حيث يتم ترويج الثقافة، والتراث الوطني للعالم الخارجي. كذلك تزيد من فرصة الحفاظ على الموروث الثقافي؛ حيث يتم نقل القيم، والتقاليد من جيل لآخر؛ عن طريق الاهتمام بالتراث المعماري، والتاريخي، والفنون التقليدية، والمأكولات الشعبية، والملابس التقليدية، مما يحافظ على الهوية الثقافية الفريدة، ويحمي التراث الوطني من التهديدات الخارجية. كما وتسهم في تعزيز العلاقات الدولية، والتعاون الدولي؛ وذلك حين يكون لدى الأمم هوية واضحة، وثابتة، يمكنها بناء علاقات قوية مع الدول الأخرى، والمشاركة في التبادل الثقافي، والاقتصادي، والسياسي. يعمل الشعور بالهوية الوطنية كعامل قوي في تعزيز التفاهم، وتحقيق السلام والاستقرار العالمي. باختصار، يمكن القول إن الهوية الوطنية تلعب دورًا حاسمًا في ازدهار الأمم. إنها تعزز الانتماء، والاندماج الاجتماعي، لذلك، يجب على الأمم السعي لتعزيز هويتها الوطنية بين شعوبها، وتعمل على زيادة أواصر الوحدة، والتماسك الوطني لتحقيق الرخاء، والتقدم. هناك عدة طرق يمكن للأمم أن تعزز بها تلك الهوية بين شعوبها... أهمها ترسيخ التعليم الوطني؛ عن طريق ترسيخ قيمها، وتاريخها في المناهج التعليمية. ومن خلال تنظيم فعاليات، ومناسبات وطنية مشتركة، وتشجيع التفاهم الثقافي، والاحترام المتبادل بين الثقافات المختلفة داخل البلاد. وتبني سياسات تشجع على التعايش السلمي، والتفاهم بين الجميع، مما يعزز الوحدة الوطنية. كذلك دعم الفنون، والثقافة الوطنية؛ وذلك من خلال دعم الفنانين، والمبدعين المحليين، وتعزيز تواجدهم في المجتمع. والسؤال هنا هل تستطيع الدول المستعمرة أن تستعيد هويتها الثقافية من جديد؟ هل تمثل الدول سقفا، وتمثل هويتها الثريا التي تنير ذلك المكان، كلاهما يكمل عمل الآخر، وتبقى الثقافة هي الإرث الثابت الذي لا يغيره استعمار أو تغير مكان، تستمر الثقافة في إنارة المكان كما الثريا كونها ثابتة مستمدة من قيم ومبادئ الأجداد، حتى وإن استجدت المؤسسات التعليمية، وتغيرت في مسارها الذي بدأت به للتأسي بتقدم الدول الأخرى، إلا أن الثقافة تظل في دماء الشعوب، تنير عقولهم بقيم موروثة لا تختفي. تماما كما الشمس تبقى الثقافة الثريا التي تنير المكان.