11 سبتمبر 2025
تسجيلتخصيص يوم عالمي للمعلم فيه الكثير من المعاني والمغازي والتوجهات الخُلُقية نحو المعلم، واحترام مهنته، واعترافا بجهوده مع تلاميذه. هذا، وقد حُدد السادس من أكتوبر من كل عام يوما للاحتفال بتكريم المعلم المعني بنشر العلم والمعرفة، لعلاقته الوطيدة بهما، حيث يرتبط ذكر كلٍ منها بالآخر؛ فحيثما يُذكر العلم يُذكر المعلم، وكلما ارتقت مكانة العلم في مجتمع ما، ارتفعت معها مكانة المعلم في ذلك المجتمع، وبقدر تكريم العلم، يُكرم المعلم. والعلمُ مُقدر من الله سبحانه وتعالى بدلالة ذكره في كتابه تعالى حيث تكررت كلمة (العلم) بشكل مباشر وغير مباشر في القرآن الكريم أكثر من 770 مرة حسب بعض المصادر. وهذا العدد يفوق عدد صفحات القرآن الكريم التي لا تتعدى الـــ (604) صفحات، مما يعني أنه لا تكاد تخلو صفحة من ذكر الكلمة (العلم)، وإن خلت، فتتكرر في صفحات أخرى أكثر من مرة واحدة. وقد ظهر هذا التقدير في ذكر العلم في مواضع كثيرة وآيات قرآنية عديدة كقوله تعالى في سورة الإسراء "نرفع درجات من نشاء، وفوق كل ذي علم عليم" وقوله في آية أخرى "فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ۗ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ ۖ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا". وبناء عليه، وترجمة لهذه الأهمية والتقدير للعلم ومكانته عند الخالق، فقد شجع رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم المؤمنين على طلب العلم، وحث عليه فقال: (من سلَكَ طريقًا يبتغي فيهِ علمًا سَهّلَ اللَّهُ لهُ بِهِ طريقًا إلى الجنَّةِ... إلخ الحديثٍ). وقال صلّى الله عليه وسلم: (سلُوا اللهَ علمًا نافعًا، وتَعَوَّذُوا باللهِ منْ علمٍ لا ينفعُ). وقال: طلبُ العلمِ فريضةٌ على كلِّ مسلمٍ. والأحاديث كثيرة لا مجال لذكرها في هذا المقام. وتشريفا للمعلم ورسالته السامية، قال صلى الله عليه وسلم.. "إنما بعثت معلما" وقال في موقف آخر "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" وهل تتم مكارم الأخلاق، إلا بالعلم والتعلم الناجم عن التعليم وما يقوم به المعلم من دور ومهام. فقد كان معلم البشرية... محمد صلى الله عليه وسلم معلما مثاليا، حيث كان قدوة في سلوكه وقوله وفعله وتعامله في جميع مجالات حياته مع أهله وصحبه وكل من يلجأ إليه في السؤال والجواب، وفي الذهاب والإياب. فهو معلم الأمة الإسلامية خاصة، والبشرية كافة. وهذا شرف للمعلم أينما كان ويكون، وشرفٌ له أن يمتهن مهنة الرُسل والأنبياء وعلى رأسهم محمد صلى الله عليه وسلم. وبذا، يكاد المعلم أن يكون رسولا، كما صدح بذلك أمير الشعراء/ أحمد شوقي حين قال: "قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا" فالمعلم بهذا المقام مُشَرَف مُكَرم مُبَجل بهذه المهنة وبرسالتها السامية العالية. وها نحن هنا اليوم السادس من أكتوبر 2021 في كلية التربية – جامعة قطر، وفي اليوم العالمي للمعلم، نحتفل بتكريم المعلم، باعتباره رمز العلم والمعرفة، والدراية والخبرة من جهة. ومن جهة أخرى، ومن الناحية التربوية تحديدا، هو الأب الحنون، والمُربي الفاضل، وهو المُهذِب والمُؤدِب، والمُزوِد بالمعرفة، والمُبسط لها، والمُهيء للبيئة التعليمية، وهو المُرسِخ للمبادئ والقيم الأخلاقية في نفوس الناشئة، وهو المُشعل لنور العلم، والمُبدد لظلام الجهل، ومُنتشل المجتمع من مستنقع الظلام والضلال إلى بر الهداية والأمان، وذلك اقتداء بمعلم الأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي علم الأمة، ونوّرها، وأخرجها من ظلام الجاهلية إلى نور الإسلام، وقاد بها العالم من شرقه إلى غربه، حاملا رسالة العلم والمعرفة، وموجها ومرشدا الأمة إلى صوابها. ولذا، وبعد كل هذا السرد في وصف المعلم الجاد في عمله، نخلص إلى أنه يستحق التكريم والتقدير والتبجيل، وما يكرم ويبجل إلا كريمٌ مُبجل. وبالإشارة إلى الاستحقاق، نود الإشادة والاستحسان إلى لفتة كلية التربية بجامعة قطر في احتفالها باليوم العالمي للمعلم لهذا العام، والتي بادرت فيها الكلية بمسؤوليها المعنيين بالعملية التعليمية والقائمين عليها بتكريم أساتذتها الذين حققوا تقدما في عملهم وتدريسهم وأبحاثهم وخدمة مجتمعهم، ونالوا ترقياتهم الأكاديمية، وحصلوا درجات علمية أعلى، وذلك تقديرا لهم، وتشجيعهم وتحفيزهم على الإخلاص في العمل، ودفع العملية التعليمية إلى الأمام. إنها حقا سابقة، ولفتة رائعة، أن يُكَرم الأساتذة في يوم المعلم باعتباره يومهم العالمي، وأن يُقدَر كل من يحرص على الارتقاء بالعملية التعليمية في قطر، وعساها أن تكون سنة حسنة يتبعها الآخرون في البلاد العربية قاطبة. فالشكر كل الشكر للمسؤولين في كلية التربية بجامعة قطر والقائمين عليها على جهودهم في تنظيم الاحتفال باليوم العالمي للمعلم، وتكريم من استحق التكريم من أساتذة الكلية ومنتسبيها. ولذا، فننتهز الفرصة لنبارك للكلية احتفالها، ونهنئ كل المٌحتفى بهم من أساتذة وموظفين، ومنتسبي الكلية، والمعنيين بالعملية التعليمية في الجامعة، ومبروك، وألف مبروك على الترقية والتكريم، والسلام ختام. كلية التربية – جامعة قطر [email protected]