07 نوفمبر 2025

تسجيل

عُفُونَةُ الليبراليين

09 أكتوبر 2017

جاء الحصار الغادر الظالم الجائر على دولة قطر -حفظها الله- وكشف لنا عن وجوهٍ تغطت بأقنعة ملونة، فأصبحت أشد وأقسى في تعاملها وتوجهاتها وفرض أجندتها، وكشف كذلك الحصار عن عفونة الأفكار وصبيانية التصرفات التي يحملها الليبراليون العرب ودخل ليبراليو الخليج معهم على الخط وبقوة، لأنهم وجدوا لهم كراسي ونفوذا ومنعة عند سلطان. ونقول وبكل صراحة أن الليبراليين العرب أينما كانوا في بلاد العرب والمسلمين لا يفهمون ولا يدركون معنى الليبرالية الحقيقية سوى الاختلاط والتعري والتفسخ، وعناق العهر والفحش، وتبادل الكؤوس والزجاجات بجميع أسمائها وألوانها، وتمييع الأخلاق والقيم، وإعلاء شأن عفونة المساوئ في مجتمعاتهم، ولا تتقدم ولا تتحضر المجتمعات والدول إلاّ بهذا، إنهم يعيشون عقداً نفسية وفكرية وثقافية وارتجاجاً عقلياً.والفرق بين الليبرالية الغربية والعربية الخليجية-وأتمنى ألا يفهم أننا نعلي من صوت الليبرالية، ونعظم من شأنها، أو يظن أننا ننادي بها- أبداً. إن الليبرالية الغربية واضحة في كل شيء. بخلاف الليبرالية العربية الخليجية ضبابية تلبس الأقنعة بأشكالها المختلفة، وتتلون بجميع الألوان.فالليبرالية الغربية تحترم الإنسان وتسمع صوته وآراءه، وتحترم قلمه وأقواله سواء أخذ بها أم لم يؤخذ، وتقبل بالرأي والرأي الآخر وبالاتجاهات المعاكسة دون صريخ ولا تناطح. أما الليبرالية العربية الخليجية فتُلجم قلمه وتضع على لسانه شريطاً لاصقاً، وتصادر جميع تواصله عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتعاقبه إذا تعاطف مع دولة محاصرة حتى ولو بدعاء، ولا يقبلون بالرأي والرأي الآخر، لهم صريخ وعويل، ولا تخرج قرونهم إلاّ على بني جلدتهم.بينما الليبرالية الغربية لا تغلق الحدود مع الدول إذا اختلفت مع دولة جارة لها، ولا تعطل مصالح أفرادها ولا شركاتها ولا اقتصادها ولا تشل حركة مؤسساتها ولا تعطل حياة مجتمعاتها مهما كان الخلاف. أما الليبرالية العربية الخليجية إذا اختلفت مع جارة لها تعطل وانتكس كل شيء، وتضر بالبلاد والعباد وتفجر في الخصومة، وتغدر وتحمل لواء الغدر وتتفاخر به، الباطل عندها حق، والحق عندها باطل. والليبرالية الغربية لا تتنكر لنصرانيتها الكاثوليكية أو البروتستانتية أو الأرثوذكسية ومعتقداتها، ولا تسجن رهبانها وباباواتها إذا خالفوا رؤسائهم وحكوماتهم، أو توجهوا لها بالنصح والإرشاد. وأما الليبرالية العربية الخليجية فيحملون كرهاً عجيباً على الدين الإسلامي وعلى كل موروث عربي إسلامي، وعلى علماء المسلمين والدعاة وأهل الإصلاح والصلاح والخير في مجتمعاتهم، ولا يقبلون منهم النصح ولا الإرشاد ولو بالتي هي أحسن، يمارسون معهم استفزازاً مقرفاً خاصة إذا تمكنوا من مفاصل الدولة وكانوا مستشارين فيها، يقزمونهم يعتقلونهم يشوهون سمعتهم يخرجونهم من أعمالهم الوظيفية الجامعية والإعلامية، يعطلون مصالحهم التجارية والاجتماعية ويضرون بأسرهم وغير ذلك.والليبرالية الغربية تحافظ على مقدرات شعوبها وثروات أجيالها واقتصاد وإنجازات بلدانها ولا تفرط بها، أما الليبرالية العربية الخليجية فلا قيمة للإنسان عندها، ولا هم لها سوى نفسها، فتقوم بتضييع مقدراته وثرواته وخزائن أجياله، وتخريب اقتصادها وإنجازات دولها."ومضة"قال الدكتور محمد العوضي" الليبراليون الجدد... عمالة تحت الطلب"، صدقت يا دكتور محمد .