29 أكتوبر 2025

تسجيل

يا عيب!

09 أكتوبر 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في فلسطين (الجرح ينزف)، وما ندر من القنوات التلفزيونية العربية هي التي تتابع مجريات الأحداث وتفضح انتهاكات الجيش الإسرائيلي. يا عيب، منذ توتر الأوضاع وفلسطين في (واد) والفضائيات العربية في (واد) آخر، ويكفي أن تتابع ما تعرضه القنوات لتكتشف حالة الهوان الذي نعيش، لا نريد دبابات على الحدود، ولا صورايخ تضيء ليل المغتصبين، ولاطائرات تدك أوكار المجرمين، بل كل ما نريد (أضعف الإيمان)، قلوب صافية تبتهل بالدعاء، ودموع نقية ترثي حالة الأشقاء، وإعلام هادف منه تتنفس فلسطين، ومنه يرى العالم بشاعة الصورة ومكر المحتل، ومنه تتعلم الأجيال أن نصرة الأقصى هي أول واجباتنا، وأن الكرامة هي تحرير مسرى الحبيب (نبينا)، وأن الواجب هو أن نقف ونساند الإخوة بالكلمة والمال والولد! حين تبدأ بالتنقل بين الفضائيات العربية بحثا عما يشفي الغليل تصاب بالخجل مما يعرض، تجد فضائية قد أستضافت أحد مشايخنا وبدل أن يحدثنا الشيخ الجليل عن عظمة الجهاد وعن أجر الصابرين المرابطين، تنصدم حين يحدثك عن حكم (الحائض) في الحج، فيهبط بمعنوياتنا دون أن يدري إلى (الحضيض)! وحين تسارع إلى قناة أخرى تكتشف أنها قد استضافت ممثلة مشهورة، وبدل أن تهز الاستديو بالغضب والاستنكار، نجدها قد هزت الاستوديو بـ (هزي بخصرك هزي، فتود أن تبتلعك الأرض من الخزي والعار، وحين تبحث عن برنامج يعظم ويكبر ما يصنعه الحجر، تجد البرامج إما تعظم في (السلاطين) أو تتحدث عن كيفية تكبير (الشلاطيف)، وكأن ما يقلق الأمة الآن هو تكبير (الشلاطيف) وليس تكبير ما تفعله المقاومة، وفضائية أخرى تريد أن تعلمنا في ظل الظروف الراهنة طريقة تحضير (البابا غنوج) مع الشيف (حسون)، وكأن (البابا غنوج) هو ما سنرعب به أعداء الله والأمة منذ أزل التاريخ، أو أن الشيف ( حسون) هو من سيقود معركة التحرير، لا أبالغ إن قلت إن الأعداء لو شاهدوا الشيف (حسون) سيطلبون من الأمم المتحدة (هدنة) لوقف القتال حتى يحضروا له وجبة (برجر) مع (بطاطا) وسيلتقطون معه (سيلفي) للذكرى، ومن ثم مواصلة القتال! بدل أن نعرض هدير الطائرات، وأناشيد الحماس، وهمم الرجال، نعرض الكاميرا الخفية، فيشاهد العدو كيف نخاف! وكيف نفزع! وكيف نولي هاربين من مجرد (مقلب)، فيعلم العدو كم لدينا من رباطة الجأش، وحتى المسلسلات العربية جميعها طلاق، أو زواج، أو خيانة، بحيث لا تجد من بينها مسلسلا فيه تضحية، أو صمود، أو شجاعة! لا يمكن أن تعلن إسرائيل في يوم من الأيام حالة الطوارئ، لأنها تعلم أن لدينا إعلاما فاشلا يساند (هز الخصر) ولا يعنيه صمود ( الحجر)!