15 سبتمبر 2025
تسجيلأبناؤنا هم الزينة الحقيقية في حياتنا، وهم الهدف العظيم الذي حلمنا به لإشباع عواطفنا واكتمال سرورنا.. وفي العلاقة معهم نحن نتجول بين الحب والخوف وبين الحزم والمرونة وبين العطاء والمنع وبين المكافأة والحرمان وفي كل تلك الأحوال تمثل العاطفة المحرك الأساسي لسلوك الآباء تجاه أبنائهم.ولعل كثرة التحديات في العصر الحالي وظهور الطوائف المتخلفة فكريا وسلوكيا جعل الخوف هو المظلة التي تخيم على العلاقات مع الأبناءوالحقيقة التي يجهلها الكثير أن العاطفة وحدها لا تكفي والخوف بمفرده لا يحمي، إن كنّا لا نمتلك منهجا ورؤية واضحة للتعامل مع جيلنا المحاط بهذه الهالة من التيارات المتطرفة وغير المتزنة..إن حماية هذا الجيل لا تتحقق فقط بالخوف عليه أو عزله عن المجتمع الذي بات مكشوفا بحكم تعدد وسائل التواصل وقدرتها الفائقة على التأثير.. إن جوهر الحماية يتلخص في تهيئة الأبناء أطفالا ومراهقين للمواجهة الثابتة لتلك التيارات، وتزويدهم بالقيم الدينية والإنسانية والفكرية المعتدلة التي تشكل لهم وقاية حقيقية وحصانة ضد الاتباع الأعمى الذي قد يغير مسيرة حياتهم لطرق مضللة وهدامة.ولا شك أن احترام عقلية الأبناء وحوارهم والإجابة على تساؤلاتهم يساهم في توضيح الغموض الذي قد يعانونه عند مشاهدة أحداث العنف وهتك حقوق البشر ، كما أن التوضيح الشامل لحقيقة التطرفات الفكرية يجعلهم أكثر إيمانا واقتناعا بهويتهم الدينية للحفاظ عليها. إن استشعار الأبناء لقلق الآباء وخوفهم غير كاف لحماية فكرهم وثباتهم الانفعالي، لكن استشعارهم لربكة تلك التيارات المخالفة وشذوذ منهجها وتدني مستواها الفكري وتجردها من الإنسانية والعقلانية وأخلاقيات الدين وأدبيات العلاقات هو ما يجعلهم أكثر استبصارا بحقيقة تلك التيارات الهشة والمتخبطة. ولعل إشباع رغبات الأبناء الفكرية والعاطفية بأساليب سامية كالمشاركة في خدمة المجتمع والوطن والمساهمة في الأعمال ذات الطابع الإنساني ينمي في ذواتهم الثبات الانفعالي ويجعلهم أكثر نضجا في التعامل مع ما يدور حولهم من اختلال في الفكر والعقيدة. ولعل معرفة الآباء باهتمامات أبنائهم وإطلاعهم على المواقع التي يرتادونها عبر وسائل التواصل الاجتماعي يحدد اتجاه الأبناء وبالتالي يمنح الآباء فرصة تصحيح سلوكياتهم واتجاهاتهم لمنع أي أخطار خارجية تهدد حياتهم المستقبلية. ولقد حذّر الخبراء والباحثون في مجال علم النفس من أن سهولة التصفح في مواقع التواصل الاجتماعي قد تغذي عالم الأبناء بالمعلومات والمواقع التي لا تتوافق مع سلامة الفكر والاعتقاد.. لذلك كان لزاما على الآباء مشاركة الأبناء في ما يثير اهتمامهم لتثبيت الحسن ومعالجة السيئ بحكمة وإثراء عالمهم بما يحافظ على معتقداتهم الثابتة والصحيحة.