08 أكتوبر 2025

تسجيل

عقود بنك التنمية وبرنامج الضمين

09 أكتوبر 2013

تطل علينا إعلانات بنك التنمية في الشوارع والساحات. بوعود براقة تنتهي إلى منعطفات ومنزلقات لا يجني منها صاحب المبادرة والاقتصاد الوطني إلا كل عثرة. فأخيرا اطلعت عن قرب على إحدى تلك الشركات وبدا لي بعدها أن هذا هو النمط العام الذي يسير عليه بنك التنمية. فهو يدعي أنه يأخذ ٢٪ من قيمة القرض. والذي لا يقوله إنه يأخذ ٢٪ من قيمة القرض بالإضافة إلى تكلفة القرض من قبل البنك او مؤسسة التمويل. وفي هذه الحالة تكون التكلفة تقريبا ١٣٪ في المائة. فهو يأخذ ٢٪ بالإضافة على الأقل إلى ٧ ٪ أي ٩٪ من قبل المؤسسة أو البنك المانح القرض. أضف إلى ذلك ٢٪ رسوم تضاف في بداية فترة القرض. وإن كان اثنان في المائة مضاف إليه ٧ أو ٩ قد يبلغ ١١٪ في المائة ولأنه في بداية الفترة. فإن التكلفة تحسب على مجمل القرض وليس على قيمة القرض بعد كل دفعه. ولذلك فإن القيمة الحقيقية هي ١٣٪ أو أكثر. من يلم بهذا يعرف أن ما يقدم على أنه دعم وتنمية لا يعدو كونه تعمية. ومن المعروف أن معظم المشاريع والأفكار تتعرض للخسارة في نسبه ٨٠٪ في أول سنة. ولذلك فلابد من تكون لدى بنك التنمية خطة بديلة وجاهزة في حال تعرض المشروع للتعسر. من إيجاد من يدعم المشروع والعمل على إنجاحه. بوجود المبادر الأول أو مبادر آخر. وهذا ينقذ المشروع ويخفف الخسائر على الجميع. أي بنك التنمية والبنك الآخر وصاحب المبادرة والاقتصاد الوطني لأن الهدف الحقيقي هو إغناء الاقتصاد الوطني بالمبادرات والمشاريع. وفي حال تخلي بنك التنمية عن المشروع في منتصف الطريق فإنه بهذا قد خرق رسالته التي من أجلها وجد وهو تنويع الاقتصاد الوطني من خلال المبادرات الوطنية. وما لا حظت أن بنك التنمية مسكون بالربح وهذا ليس دوره بل إن رسالته هي دعم الاقتصاد الوطني وخاصة من خلال المبادرات الشبابية. وفي حال تعامل بنك التنمية كما لو كان بنك عادي فما الفرق وما الهدف من وراء إنشاء بنك التنمية. ويجب أن يقوم البنك بدور اكبر من بداية المشروع إلى إدخاله السوق. أي أن الفكرة لا بد أن تكون قابلة للطرح العام. إذا وفق المبادر في خلق قيمة سوقية للمشروع. أن بنك التنمية هو شريك أساس في كل مشروع. ويجب أن لا يعمل على الأسس التجارية وإن كان يستخدم معاييرها كمؤشر لتسير الأعمال الإدارية والمالية. ولكن عقلية بنوك الاستثمار هي الأقرب على رسالة بنك التنمية. أما القروض التي تصل تكلفتها إلى ١٣٪ وأكثر في الوقت الذي يتمتع فيه رجال الأعمال ورجال المبادرات في العالم بأسعار فوائد تصل لا قل من ١٪ في المائة أجد في فهم ما يطرحه بنك التنمية من صوره تأخذ بيد الشباب غير دقيقه وغير معبره. بنك التنمية يحتاج إعادة هيكلة ثقافته ويحدد مجال عمله. وفي هذا الصدد لا بد أن يكون طويل الأمد وهنا نقصد ليس أقل من عشر سنوات ولرؤية المشروع بعد الدراسة وقد وصل لمصاف المشاريع الناجحة وقياسا بالدول الأخرى. فإن دول العالم توفر لشركات عالمية الكثير من الميزات التي لا توفرها المؤسسات الوطنية.