01 نوفمبر 2025
تسجيلعدنا لكم بعد انقطاع تحتاجه النفس لاسترجاع طاقتها والوفاء بالوعد من حيث التجديد في المحتوى أيضاً. ولا أخفي عليكم أنه لا يزال محتواي غير قادر على الاستغناء عن الثقافة، لطالما وجدت أنها متجددة، كذلك تتجدد معها قضاياها ومواضيعها المؤثرة. ومن بعد هذه المقدمة الموجزة، دعوني أبدأ معكم أول مواضيع العمود الصحفي لمصطلح الفجوة، حيث تعرف الفجوة في معجم المعاني الجامع بأنها المتسع بين الشيئين. ولو نظرنا أكثر في التعريف لوجدنا أن المتسع نفسه هو الفراغ والجفاف، وصفحة بيضاء من دون وجود أي سبيل أو جسر بإمكان أن يصل الأشياء لبعضها. ومن هنا يكمن الخلل، بوجود الفجوة التي لا تحتوي على ما يمكن أن يساهم في تعبئتها أو بنائها لوصول الطرفين ببعضهما البعض. وهذا بالتحديد ما قد تستشعره في الوسط الثقافي، لربما تدرك بأن الثقافة موجودة بطريقة ما كمصطلح أو ككيان، أو حتى كوجود من دون أثر حسي فيك، وكأنها في كينونتها التي لا تشعر بأنك جزء منها من ناحية الممارسة، أو التعبير، أو حتى في الأداء والابداع وحتى في تفاعلك الخاص مع قضاياك واهتماماتك. إذ يظل هذا الفراغ موجودا، من دون وعي كاف بالحاجة إلى ما يمكن أن يساهم في مد الجسر وبناء الشراكات التي تعمل على بناء الأفكار وتقليل التبعية وصقل الإمكانيات، فلا تزال مظلة الثقافة تتسع كافة الأطراف، حتى ولو لم يكتمل الجسر بعد!. أجد أن نبض المجتمع ما زال في حاجة كي يتصل بشكل أكبر مع الجهات والأطراف المعنية في الشأن الثقافي، فلا تزال الصورة الاجتماعية في حاجة أن تنقل باختلاف أحجامها. ومسألة الاتصال في حد ذاتها لا بد وأن تتجدد أيضاً. من المهم لفت النظر على أهمية الصناديق الثقافية والتي تمنح التحرك في عدة جهات بمحتوى متنوع وبقيود بيروقراطية أقل لا يفكر نيابة عن المجتمع بل يفكر معه ويمنحه مساحة إدارة شؤونه وموارده. إذ هناك مبادرات ومشاريع ثقافية متفرقة تعمل بجهد وكفاح على الرغم من قلة الموارد وضعف الاقبال الجماهيري أحيانا، إلا إنه لا تزال قائمة على الرغم من الضغط على مواردها الخاصة في سبيل تحقيق إنجازات قد تحسب لها أكثر من أن تكون تأثيرا على الحراك الاجتماعي بالشكل المطلوب. بالتالي، ما يحدث في هذه الحال أن الضغط المستمر في موارد المبادرات والمشاريع الثقافية الناشئة قد يؤدي إلى ضرر وإحباط كبير للمبادرين والمهتمين في محور التجديد الثقافي، وذلك بسبب عدم وجود الدعم التكاملي المطلوب، لاحظوا أنني لم أذكر الدعم الكافي في هذه الحال، إنما الدعم التكاملي، حيث إن التكامل في هذه الحال يعتبر من أكثر العوامل أهمية في بناء الجسور في تلك الفجوة والتي تعمل على بناء الشراكات المستدامة مع المجتمع. في الثقافة المحلية، تهم الصورة الاجتماعية المنقولة، إمكانياته، مواضيعه وتطلعاته، بل يهم أن تظل المشاريع الثقافية الاجتماعية مستمرة، فهي نبض حيوي لحراك اجتماعي مؤثر، على العكس من اعتمادها بشكل موسمي وانعدامها بشكل مؤبد!. علينا استخراج النبض الحقيقي من خلال التعبير عن رؤية المجتمع الخاصة، إذ ذلك يتطلب من جهة القواعد الاجتماعية المحركة والإبداعية الحيوية واليقظة، كما يظل الجهاز الإداري من جهة أخرى فعال ومحكوم بأهدافه الاستراتيجية، لذلك، ينبغي أن تتقلص الفجوة في حجمها من حيث القدرة على بناء الأفكار المشتركة بين الطرفين كي تصل الفعاليات والمنصات المجتمعية والثقافية لجماهيرها المستهدفة بشكل أكبر وأكثر فاعلية من حيث تفاعلها المستمر والخاص مع قضاياها وتطلعاتها المحلية.