19 سبتمبر 2025

تسجيل

ماذا خسر العالم بسبب تراجع دور السعودية ؟

09 أغسطس 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الاستراتيجية السعودية — للأسف — ظلت تنظر للسنة نظرة سياسية وليست دينية المملكة تقوقعت على استراتيجية إقليمية قاصرة بدلا عن قيادة المسلمين في العالم أجمع تأييد العسكر في مصر وسوريا فتح الباب لأعداء الأمة للفتك بالمسلمين السنة عنوان المقال هو كتاب للمفكر والداعية الاسلامي ابو الحسن الندوي. والكتاب يدور حول فكرة دور الاسلام في قيادة البشرية، وكيف أدت تعاليمه إلى إخراج العالم من ظلمات الوثنية بأشكالها المتعددة إلى عبادة الواحد القهار. وكيف كان سيجني العالم من النهضة الإسلامية التي أنارت أرجاء الأرض بعلومها وثقافتها، لولا تخلي المسلمون عن تعاليم عقيدتهم وصراعاتهم فيما بينهم وتكالب الأمم عليهم مما أدى إلى انهيارها بالنهاية. واليوم طرأ على بالي: ماذا كان سيجني العالم الاسلامي لو أن السعودية تبوأت مقعدها في قيادة العالم السني بدلا من محاربته في كل مكان؟ ولكونها بلد الحرمين الشريفين كانت أنظار الدول الاسلامية حول العالم تتطلع إليها لتكون سندا وردءاً للمسلمين وعونا لهم على رفع الظلم عنهم في شتى بقاع العالم، إلا أن الاستراتيجية السعودية — للأسف — كانت تنظر لهم نظرة سياسية وليست دينية. فلم تكن لها نظرة الأخ لأخيه حين قٌتل المسلمون في بورما، ولا حين استعر القتل في سنة العراق وسوريا. وبدلا من أن تكون تحالفاً اسلامياً حقيقياً يخدم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، تقوقعت حول استراتيجية اقليمية قاصرة على الاستجابة لنظرة الغرب للاسلام وما يتطلع اليه من كونه دينا يتماشى مع مصالحهم ومطامعهم الدنيوية، وكانت تسعى لاخراج الاسلام بصورة ترضى عنها أمريكا والدول الغربية. في مصر وبعد أن تمكن الاخوان المسلمون السنة من الفوز بانتخابات شرعية أبت السعودية والإمارات إلا أن تفسدا الأمر بتمكين العسكر ودعمهم ماليا ومعنويا واعلاميا للانقلاب على الحكومة الشرعية هناك. وقد أدى الأمر الى سفك دماء أكثر من 2500 شهيد وجرح الآلاف وسجن أكثر من 45 ألف شخص من الاخوان السنة. وقد كان للسعودية بعد مجزرة رابعة وتوابعها تصريحات تؤيد ما فعله العسكر بالمصريين، ولازالت الدولتان تضخان الاموال لتمكين العسكر من رقاب المصريين. في ليبيا عملت الدولتان على إعادة سيناريو حكم القذافي مجسما في حفتر، وعكرت على الليبيين سلمهم المرتقب وألبت بقايا الدولة العميقة والقبائل لتشعل قتالا مازال يأكل الاخضر واليابس من ارضها. في اليمن كان الحوثيون الذين تحالفوا مع إيران يسعون باستمرار الى بسط سيطرتهم على أرجاء اليمن وكانت السعودية بداية تتفرج على المشهد وكأن الامر لا يعنيها. ولم يكن للحوثيين نداً وضداً إلا القوى السنية بقيادة حزب الاصلاح السني، فقد كانوا شوكة في حلوق الحوثيين وجدارا لصد توسعاتهم. حاصر الحوثيون "دماج" ثلاث سنوات ولم يتمكنوا من دخولها الى أن جاءت الخيانة السعودية الاماراتية في الاتفاق مع الرئيس اليمني المخلوع والحوثيين أنفسهم ليكونوا حلفاً ضد أهل السنة لتمكين الحوثيين من السيطرة على اليمن ودخولهم صنعاء، وليتمكن الحوثي بعد ذلك من الغدر بالجميع ويستحوذ على السلطة.. وها هي السعودية اليوم تتآمر مع الامارات لتقسيم اليمن وتمكين ابن الرئيس المخلوع أحمد صالح من رقاب اليمنيين مرة أخرى بعد أن استنزف الكثير من دمائهم وأرواحهم. في العراق جلست السعودية التي تمثل القيادة للعالم الاسلامي السني جلسة تأمل لتشاهد ما يُفعل بسنة العراق من قتل وتدمير وتهجير لمناطقهم ومدنهم وكأن الامر لا يعنيها وكأن العراق في كوكب آخر وأنها لا تمس حدودها الشمالية. وكان لهذا التجاهل آثار مدمرة للتواجد السني في العراق والذي بات الآن جزءا مما يعرف بالهلال الشيعي، وامتدادا لتوغل المليشيات الشيعية المتطرفة في بلاد الشام ومناطق النفوذ السني التاريخية. وقد بلغ التخاذل ان تقوم تلك المليشيات باستهداف الاراضي السعودية بالصواريخ والخنوع من السعودية في عدم الرد عليها اطلاقاً. بل وصل الأمر الى استضافة من تلطخت أيديهم بدماء المسلمين وسبق لهم ان هددوا باحتلال ارض الحرمين والقضاء على حكم آل سعود في مكة. في سوريا وعندما اجتاحت جحافل المليشيات الشيعية من إيران والعراق وافغانستان ولبنان لمساندة جيش النظام السوري وبدأت في اغتصاب الأراضي السنية بتواطئ دولي، كانت لقطر القيادة في دعم المنظمات والقوى السنية المعارضة التي حققت الانتصار تلو الانتصار حتى باتت تلك القوى على مشارف دمشق. وكان للسعودية دور مريب في اخذ زمام المبادرة نيابة عن قطر لتتولى هي قيادة الفرق السنية ولتدب بينهم الفرقة والتشرذم بعد ان تبين ان هدفها هو استبعاد المسلمين السنة من قطف ثمرة النصر وتسليم سوريا لمن يحقق للغرب هدفه الاساسي في إبقاء النظام الحالي برأس جديد بديلا عن بشار الأسد!. ومن يومها توالت الهزائم على السنة واستعر القتل في دماء المسلمين هناك الى يومنا هذا. في لبنان دأبت السعودية على دعم رموز القوى والفساد السني بالمال السياسي فقط والتي استأثرت بالاموال في توسيع امبراطوريتها المالية بدون اي دعم لقواها على الارض. وحتى عندما شنت الحرب على الاحزاب السنية هناك كانت السعودية ابعد ما تكون عن الصف السني. وهذا مكن حزب الله من السيطرة على القرار السياسي في لبنان واستخدام الاراضي اللبنانية في قتال اهل السنة في سوريا والمنطقة. كانت السودان تتعرض لمؤمرة دولية لجعلها دولة تابعة للنفوذ الغربي، وقد سُلطت عليها الاضواء وخُلق لها العديد من المشاكل لتكون ادوات للتدخل الغربي والاممي. وقد سعت الامم المتحدة الى تقسيم السودان بعد اثارة النزاعات بين شماله وجنوبه والتي كان للعرب للاسف دور فيه. فقد اكتشف السودانيون والعالم ان السعودية ومصر كانا يلعبان دورا اساسيا في تزويد الجنوب المسيحي الوثني بالاسلحة والذخائر لمقاتلة الشمال السني المسلم. وكان للغرب ما أراد في انفصال الجنوب السوداني بعد الاستفتاء. وكان لهم رغبة في انفصال اقليم دارفور لولا مشيئة الله والدور الايجابي في الوساطات القطرية التي اينعت سلاما بين القبائل هناك جنبت السودان المزيد من الانقسام. في فلسطين كان للسعوديين دور سلبي في معاداة حماس في غزة كونهم ينتمون للاخوان المسلمين السنة. فمن كان يتصور ان السعودية ستقف في صف الاسرائيلين خلال حربهم على قطاع غزة عام 2014. فقد ألقت السعودية بالملامة على حماس مع انها كانت تدافع عن القطاع بعد تعرضة لهجمات اسرائيلية. والان ومنذ سنوات وغزة تتعرض لحصار ظالم من قبل اسرائيل ومصر وليس لهم معين بعد الله إلا المساعدات القطرية. ومن الاتهامات السعودية الاخيرة لقطر انها تدعم حماس الارهابية!!. وقد نعتت صحيفة الرياض السعودية حماس بأنها منظمة ارهابية، الامر الذي احتفى به متحدث الجيش الاسرائيلي بقولة: الرياض تنطق بالحق وتسمي الامور بأسمائها!!. والان تقود السعودية والامارات ما يسمى "محور للاعتدال العربي"، الذي يسعى الى ايجاد سلام اسرائيلي عربي بتصفية القضية الفلسطينية وخلق شرق اوسط جديد، وذلك بالقبول بالامر الواقع في تضييع اولى القبلتين، وتمكين منظمة فتح العلمانية من السيطرة على قطاع غزة وتصفية المقاومة كلياً. وفي كثير من مأسي دول العالم الاسلامي تجد لدول حلف الفجار أيادي وأموالا قذرة تؤجج الصراعات وتدبر الانقلابات وتمول الدكتاتورية وتسفك الدماء لسبب رئيسي واحد، وهو عدم تمكين الاسلام ان يحكم اي دولة. ولكم فيما حدث في مالي وتركيا امثله واضحة. الاعلام السعودي بأمواله وقنواته المتعددة يمثل اليوم رأس حربة في معاداة الاسلام السني في المنطقة. فـ mbc وقنواتها المتعددة تعمل بكافة طاقاتها وامكانياتها ليلاً ونهاراً لشيطنة تعاليم الاسلام الصحيح ونشر الرذيلة من خلال مسلسلاتها الهابطة المدمرة. وكذلك تفعل قناة العربية التي استمرأت الكذب والتدليس في وصم القوى السنية بالارهاب، وإظهار الدول والمناطق السنية كمراكز لتفريخ الارهابيين. قنوات واقلام تغدق عليها السعودية بالاموال تمجد الطائفية وتستعدي كل من ينصر الاسلام والمسلمين! اليوم استبدلت الامارات عقيدتها بصوفيات ما انزل الله بها من سلطان، وقامت تحارب الاسلام في كل مكان، وحتى السعودية ذاتها لم تسلم في عقيدتها بعد ان اعتبارها مؤتمر الشيشان الممول من قبل الامارات انها من غير اهل السنة والجماعة!! ولم يصدر منها — للاسف — أي رد رسمي تجاه الامارات التي تؤوي المتصوف الجفري ومركزه الذي يعمل من خلاله. ويبدو — والله اعلم — ان السعودية تأن من عبء حمل راية الاسلام وتحاول التخلي عنها بشتى الطرق. وبدأت في تقريب دعاة الليبرالية وتمكينهم من الاعلام ومصادر القرار، وتقوم بمحاربة رجال الدعوة والدين بالسجن او الترهيب. فقد تعالت الصيحات والطعنات والغمز واللمز على الدين ورجاله بأنهم سبب لتخلف المملكة عن ركب التقدم والازدهار، وباتت المشاريع الترفيهية والسياحية ادوات لكسر ثوابت الاسلام، وكان اخرها اقامة حفلات ترفيهية امام مبنى هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تم تقليص صلاحياتها بعدم خروج رجالها الى الشوارع مرة اخرى، وكذلك قرار انشاء جزر سياحية سيسمح فيها للنساء بلبس المايوهات على الشواطئ. واليوم نشاهد ما تقوم به السعودية والامارات وتوابعهما مصر والبحرين من اغتيال لمجلس التعاون الخليجي والتآلف الاسلامي، وتفتيت الجبهة السنية في حصارها الظالم لقطر واستعداء الدول التي تقف في صفها او تتبنى الحياد. فبعد ان كانت تنظر لمجلس التعاون كأداة للقرار السياسي ومنطقة نفوذ، ابت الا يظهر الله سوء نيتها وسعيها لجعل دول الخليج واولها قطر محافظات تابعة لها اسوة بالبحرين التي لا تخط قلما على ورقة قبل اخذ الموافقة من الديوان الملكي السعودي!. فها هي، بعد ان حشدت العالم في مؤتمرها الامريكي الاسلامي قبل اشهر في الرياض، تلتف وحلفاؤها الفجار لتغدر بأقرب الدول اليها، بتلفيق خطاب كذب على امير قطر بعد قيام الامارات بقرصنة وكالة الانباء القطرية، واستغلال خطاب الكذب لتبني عليه افتراءات وادعاءات تبرر للعالم فيه حصارها على قطر. وقد تبين للعالم لاحقا ومن خلال تصريحات الكذب لمسئوليها وافتراءات اعلامها ما تكنه من كذب وحسد وبغضاء وفجور في الخصومة حتى بات يتحدث عنها القاصي والداني. وهذا ابعد ما يكون من عقيدة المؤمن، فقد قيل يا رسول الله: ايكون المؤمن جبانا؟ قال: نعم، قيل: ايكون المؤمن بخيلاً؟ قال: نعم، قيل: ايكون المؤمن كذاباً؟ قال: لا (رواه مالك ). وقال صلى الله عليه وسلم عن صفات المنافقين في حديث رواه الشيخان: اذا حدث كذب واذا خاصم فجر. ومنذ ازمة الحصار واعلام دول حلف الفجار بقيادة السعودية يستمرون بالكذب على قطر في كل صغيرة وكبيرة، حتى حملوها فجورا مأسي العالم كله. وهذا انحطاط اعلامي لم تصله اية دولة في التاريخ العربي والاسلامي. فمن كان يتصور ان يصل الفجور بالسلطات السعودية ان تطرد المعتمرين القطريين من مكة خلال شهر رمضان المبارك وتمنعهم من أداء فريضة الحج!! ومن كان يتصور ان بيت الله الحرام — من دخله كان آمناً — يتم فيه القبض على المعتمرين لأغراض سياسية!! ومن كان يتصور أن تقطع أرحام مواطني دول الخليج ويمنع من تواصلهم وتعاطفهم فيما بينهم!! يقول احد الفلاسفة منتقدا التفكك الاخلاقي في الغرب: انكم تقدرون أن تطيروا في الهواء كالطيور وتسبحوا في الماء كالسمك ولكنكم الى الآن لا تعرفون كيف تمشون على الارض. ونحن نقول للسعودية ودول الفجار يمكنكم الكذب كما تشاؤون وان تبنوا على الكذب فجورا في الخصومة كما تشاؤون، ولكنكم ستكونون ابعد ما يكون من تعاليم الاسلام واخلاق العرب والمسلمين. ارجعوا للدرس الاول في العلوم الاسلامية واعيدوا النظر في معنى " الايمان "، واسألوا انفسكم: هل انتم مسلمون تنطبق عليكم الاية الكريمة " قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم " ام لكم تفسير اخر.!!. اترضى السعودية لنفسها وتاريخها وتراثها ان تكون تابعا لدولة تجرجرها من خطامها لتدخلها ماخور العلمانية؟ اترضى السعودية مهبط الوحي ومهد الرسالة النبوية وقبلة المؤمنين ومأوى العلماء ان تقف في صف واحد مع من تلطخت ايديهم بدماء المسلمين في كل مكان؟ ماذا سيقول الشيخ ابو الحسن الندوي لو كان حياً اليوم؟ وهل طرأ في مخيلة الشيخ ان ارض الحرمين الشريفين ستقود العالم الاسلامي الى متاهة لا يعلم مداها الا الله؟ لا نقول الا حسبنا الله ونعم الوكيل. يقول أحد الأدباء: أمران لا يحدد لهما وقت بدقة، النوم في حياة الفرد، والانحطاط في حياة الأمة، فلا يشعر بهما إلا إذا غلبا واستويا. ولا أرى إلا أن هذا الانحطاط قد استوى، فلا حول ولا قوة الا بالله.