19 سبتمبر 2025
تسجيلحتى يعيش الإنسان منا حياة هادئة إيجابية، ينصحنا المشتغلون والباحثون في العلاقات الإنسانية، بعدد من الأمور منها سعة الصدر والأفق، خاصة إذا أوقعت أحدنا الظروف في أن يتعامل مع آخرين متنوعي الفكر والميول والأهواء. قد نتساءل هنا ونقول: لماذا يجب علينا أن نكون أصحاب آفاق واسعة ، ولماذا يجب أن تكون صدورنا متسعة للكل بغثهم وغثيثهم؟ تساؤل مشروع يحتاج إلى التوقف بعض الشيء . تأمل معي الآتي وتخيل لو قمنا بتضييق الآفاق وإغلاق الصدور، ونحن نتعامل مع الآخرين من حولنا، على اختلاف أفهامهم وأمزجتهم ، فإن مآلنا نهاية الأمر أن ننعزل عن الناس، بل سيبدأ الناس قبل ذلك باعتزالنا وتركنا وحدنا نسبح في عالم من الخيالات والرؤى الزائفة، لأننا لن نجد أناساً وفق مقاييسنا ورغباتنا، كما لو كانوا أجهزة وآلات ميكانيكية ، نصممها وفق ما نرغب ونشاء .. الأمر يختلف تماماً مع البشر وكلنا يعلم ويدرك هذه الحقيقة . حين نضيق آفاقنا، فإنه يعني كإعلان صريح على عدم استعدادنا لتقبل الآراء المخالفة لآرائنا، ولو كانت بها نسبة ضئيلة من الصواب. ذلك أن الشخص ضيق الأفق، يعتقد أن الرأي هو ما يذهب إليه، فيما غير ذلك من آراء، لا تستحق النظر فيها أو الاهتمام بها، بل ربما وجدته يبذل من الجهد الكثير لأجل دحر أو سحق ما لا يتوافق معه من آراء ! حتى نعيش سعداء إذن ومتفاعلين مع الغير، إيجابيين في الأخذ والعطاء والتعاطي مع أفراد المجتمع، لا بد أن تتسع صدورنا لتقبل آراء الجميع وبشيء من التفهم، خاصة المخالفة لآرائنا، لسبب بسيط جداً هو أن الرأي المخالف لا يمكن أن يكون خاطئاً كله، بل من المؤكد أن هناك نسبة من الصواب فيه وحوله، وهي النسبة التي يجب التنبه إليها ونتعاطى معها أولاً قبل نقاط الاختلاف، فلعلها منها يكون الخير على الطرفين.. لم لا ؟