15 سبتمبر 2025
تسجيلمن الطبيعي أن توجه الأنظار إلى أهل الخليج في العاصمة البريطانية "لندن" خلال هذا الصيف وكل صيف، لكونهم ما زالوا يتمتعون بحياة البذخ ودفع الأموال على الشيء الذي يسوى والذي لا يسوى، وهو ما يؤكد ازدياد حياة الرفاهية بشكل ليس له حدود. فالصورة التي رسمت عنا لدى الشعب البريطاني والشعوب العربية المهاجرة في مدينة الضباب أننا من أصحاب ثروة ونملك ملايين الجنيهات عند نزوحنا إلى "لندن"، ويعلم هؤلاء أن أهل الخليج لم يأتوا إلى أوروبا إلا وجيوبهم مليئة بالمال فيبددونه بشكل هستيري. فكم من قصص تروى بين وقت وأخر عن أهل الخليج وهي ليست مستغربة عليهم أثناء تواجدهم بمدينة لندن في كل عام، مثل ممارسة الابتزاز ضدهم والنصب والاحتيال عليهم بكافة الطرق لشفط ما في جيوبهم لأنها فرصة لا تعوض في كل صيف من أصياف "لندن" الباردة. الشيء اللافت للنظر أيضاً عن أهل الخليج في صيف "لندن" أنهم لا يتعلمون من الدروس ويعيشون حياة البذخ على صرف الأموال الطائلة على ما لا يستحق صرفه، وهذا ما زاد من مشاكلهم مع الشرطة اللندنية على وجه الخصوص، او مع تعرضهم للسرقات في وضح النهار وبابسط الطرق، وهو ما يجعل سمعة "الخليج" في انحدار بسبب اللامبالاة وعدم الاكتراث بالحياة المعيشية التي يعيشونها في "لندن" دون دراية بالقوانين واللوائح الحازمة في التعامل معها او الاستهتار بها احيانا بشكل متعمد لانهم يعلمون انهم في نهاية المطاف سيدفعون الاموال للتغطية على تجاوزاتهم او على فضائحهم ان صح التعبير!. وقد كشف تقرير الثراء العالمي لسنة 2014 م أن اغلب دول الخليج هي الأكثر تمتعاً بحالة الرفاهية والبذخ، وانهم ينفقون أموالهم بشكل مبالغ فيه على أشياء غريبة وغير لائقة أحياناً وتتكلف مبالغ طائلة تثير الاستياء والاستغراب في نفس الوقت، من ذلك شراء ثري خليجي ساعة من مدينة “ لندن ” بلغ سعرها "5 ملايين جنيه إسترليني!!!" وكانت هذه الساعة الوحيدة من نوعها التي صنعتها الشركة. وكذلك إنفاق أحد الأثرياء العرب 6 ملايين جنيه إسترليني في شراء الهدايا من المتجر العالمي “هارودز” أحد المتاجر المفضلة للتسوق عند العرب في بريطانيا. كما أن احد الاثرياء قدم عرضا مغريا لعارضة أزياء ألمانية بمبلغ 1.5 مليون دولار مقابل تناول العشاء معه، بينما رفضت العارضة المطلوبة هذا العرض ووافقت عليه عارضة اخرى. وذكرت التقارير عن قيام أحد الأثرياء العرب بانفاق ما يزيد على 50 ألف دولار مقابل الحصول على آيباد مطلي بالذهب ومرصع بالأحجار والبلاتين. وقد تصدرت بعض المواقع الاخبارية العربية بعض الانباء الاخرى مثل اطلاق الانجليز على صيف بريطانيا بـ " موسم الغزو الخليجي " بعد أن اجتاح أثرياء الخليج شوارع وفنادق العاصمة "لندن" بسياراتهم الفارهة والفاخرة التي نقلت بطائرات خاصة. وقالت صحيفة " ديلي ميل " البريطانية في احد تقاريرها حول تواجد الخليجيين في لندن واجتياحهم للفنادق والمتاجر وحتى المقاهي، إن كل طاولة في مقاهي لندن تكون محجوزة لأشخاص من الخليج والشرق الاوسط. ويقال بان سكان الخليج يشعرون بأنه مرحب بهم في بريطانيا أكثر من اي دولة اخرى الولايات المتحدة أو فرنسا، ولذلك فهم يفضلون تمضية الإجازة الصيفية في المملكة المتحدة بشكل سنوي. الغريب ان بعض اصحاب الدخل المحدود في الخليج هم أول من يسافر الى "لندن" رغم قلة دخل الاسرة الشهري!! أو تجد أن بعضهم من اصحاب الديون المتعثرة، إلا أن "حب المظاهر" هو العامل الرئيسي في تفضيل السياحة في هذا البلد على غيره من البلدان الاوروبية رغم غلاء المعيشة فيه!!. وفي الختام: نؤكد حقيقة مهمة وهي انه ليس كل أهل الخليج الذين يقضون اجازاتهم الصيفية في " لندن " هم من اصحاب البذخ والاسراف، بل بالعكس هناك مجموعة ممن تلتزم بالانظمة والقوانين وتهدف الى الترفيه عن النفس بعقلانية وتذهب للسياحة دون تكلف أو إسراف وتبذير للمال، ولكنهم قلة. ** كلمة أخيرة: أغلب أهل الخليج يبالغون في البذخ، والإسراف على شراء الأغلى والأندر، ولا يعلم هؤلاء " أن النعمة زوّالة " كما يقول التعبير الشعبي الشائع!!.