13 سبتمبر 2025

تسجيل

هذا الاعتداء.. لا يمكن أن يكون إلا صهيونيا!

09 أغسطس 2012

الاعتداء " القذر الغادر " الذي قام به ضد الجيش المسلم العربي المصري بعض الذين أصيبوا بالانحراف الديني و" الهبل " السياسي والفكري والذي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه بما يطرح تساؤلات كثيرة عمن قام به أو دفع إليه .. هذا الاعتداء قد أصاب كل محب لمصر وكل مؤمن بدورها ومحورة علاقاتها الصدمة والحزن في ليلة كان يفترض أنها ليلة قدر هذه الأمة وليلة رفعتها ، وفي شهر هو عنوان انتصاراتها وذكريات مجدها عبر التاريخ الإسلامي .. هذه العملية " القذرة الغادرة " وبقدر ما أحزنت المؤمنين أدخلت السرور والفرح على العدو الصهيوني وأعوانه ومحاسيبه الذين لم يستطيعوا إخفاء فرحتهم بها رغم التمثيلية البكائية النفاقية الأقرب للهزلية المكشوفة التي حاولوها .. ومن سخريات المشهد أن يصير غيورا على " الدم المصري " عدونا الصهيوني المجرم الذي طالما صدر الإرهاب إلى أطراف الدنيا كلها .. وأن يبكي على كرامة مصر وعلى حصانة أراضيها فلول النظام الساقط الذين طالما نهبوها وسرقوا مقدراتها وانتهكوا دم ثوارها ، والذين باعوا أنفسهم ومواقفهم في سوق العمالة والسقوط والخراب بالقليل الزهيد وللعدو البغيض .. وأن يصير للعدو لسان يطلب به من مصر " مرسي " ومصر " الإخوان " ومصر " الثورة " التنسيق الأمني معه لمواجهة ما يسميه " الإرهاب " في سيناء وغزة ..   لقد فرح العدو - وحق له أن يفرح – بل أن يشكر " المنحرفين البله " الذين قاموا بهذا العمل الغادر لأنهم قتلوا الجنود المصريين قبل أن يفكروا في قتل جنوده المرابطين على أمتار من مكان المجزرة ، ولأنهم قاموا بذلك يحدث على الحدود مع غزة التي تحكمها حماس ما يجعل الكثيرين ممن لا يدرون التفاصيل ولا يعرفون الفوارق بين الأفكار والاتجاهات على استعداد لتقبل اتهام الفلسطينيين والإسلاميين منهم تحديدا بالمسؤولية عنه .. ولأن هذا العمل " الغادر " وضع الكثير من العقبات والعوائق الحقيقية في وجه الرئاسة المصرية تجاه فك الحصار على غزة وبدد الكثير من المبشرات الناشئة بالثورة ووصول " الإخوان " لسدة الحكم وبالتواصلات الأخيرة بين غزة والقاهرة ..    لقد فرح العدو .. ولو رأيت نتنياهو وهو يتفقد المدرعة التي كان فيها الغادرون الأغبياء ودمرها الجيش الصهيوني .. لو رأيته وهو يدور حولها مزهوا ومختالا وفخورا وكأنه يقول " لقد نجحنا في قتل المعتدين وتدمير مركبتهم دون أن يقتل من جنودنا واحد رأسه .. ونجحنا فيما لم ينجح فيه الجيش المصري الذي لم يكن أكثر من ضحية .. وعلى مصر أن تلتزم بالاتفاقات ، وأن لا تفكر في تغيير النسب والمواقع على الأرض .. وإلا فهذا مصير الدبابات والمدرعات المصرية "..    فرح نتنياهو وفرح آخرون من دونه لا نعلمهم – الله يعلمهم – لأن الاعتداء سيشوه صورة وسمعة الإسلاميين في لحظة يحركها فوران الدم ويبني ثقافتها ثوران الغضب .. وثمة أناس وبعضهم مثقفون مستعدون دائما لنسيان عدالة ونقاء الإسلاميين ويصدقون كل الإشاعات والتعميمات عنهم مع أن الأغلبية العظمى من الإسلاميين وسطيون مقاومون محترمون وإنما يحركهم الحب في كل ما يأخذون وما يتركون وما يقولون وما يفعلون ؛ الحبٌّ لله وفي الله ، وحب الحياة وحب الأوطان وحب الإنسانية وحب الكرامة وحب أجيالنا القادمة .. كحماس والجهاد الذين أعطوا كل يوم مثالا بل أمثلة على أن وجدانهم مليء بالنظافة وأن تاريخهم حاشد بالتضحيات الباهرة والذين هم الشوكة في حلق العدو والغصة في بلعومه ولولاهم – بعد الله تعالى – لضاعت القضية منذ أربعينيات القرن الماضي ..    فرح اليهود بهذه العملية " القذرة الغادرة " لأنها - في تقديرهم - ستعيد المجلس العسكري للمشهد السياسي والأمني المصري وستعيد إدخاله من النافذة وتعيد له إمكانية منازعة الرئاسة قراراتها وصلاحياتها بالأخص على الصعيد الأمني والاستخباري وبأخص الأخص في سيناء التي يخشى العدو أن تستقل بها الرئاسة ، وأن يترتب على ذلك تضبيط معادلات تنميتها وإعادة إحياء مشروع تعمير سيناء الذي تأخر حتى الآن أكثر من عشر سنوات فيما كل مخططاته جاهزة ..    فرح العدو وهو يرى محاسيبه – من جماعة " كوبنهاجن " وفلول النظام الساقط عبر إحدى قنواتهم " الفلولية " وقد اجتمعوا - وربما جمِّعوا - يتبارون في صياغة العبارات ونحت الأفكار لربط الاعتداء بالثورة المصرية وبأنه أحد مخرجاتها والإيهام بأن الذين قاموا بها هم محررو الثورة يوم 25 / يناير / 2011 ، وليدينوا إعطاء الرئاسة المصرية لحركة حماس ما لا تستحقه من الاحترام والوعود .. وليحمّلوا المسؤولية لـ" حماس والجهاد " ولمنظمات يقولون إنها إسلامية في المقاومة الفلسطينية .. وكل هذا - بالطبع - قبل أن يعلن أحد مسؤوليته عن العملية وقبل أن يعرف أحد أسماء شخوص من قاموا بها ؛ فضلا عن أن يعرف ملفاتهم وسجلاتهم الأمنية ونسبتهم واتجاهاتهم .. أعجب العجب أن أحد هؤلاء لم يتقبل فكرة أن يكون العدو وراء الاعتداء وأخذته ثورة صياح وزعيق معتبرا ذلك حماية للقتلة " الإسلاميين " حسب قوله .. وأعجب من ذلك أن من كانوا حوله لم يعترضوا على تحليله ولا على رفضه ولا على قلة أدبه ..    آخر القول : هذا الاعتداء " الغادر القذر " لا يمكن أن يكون إلا صهيونيا أيا كان المباشر لتنفيذه ؛ فلا يجوز أن يكون الرد عليه بالتساوق مع الرواية والرغبة الصهيونية الأكثر غدرا والأقبح قذارة ، وعلى النظام المصري " الثوري الجديد " أن يوجه ويصوب الرأي العام الشعبي بهذا الاتجاه لا أن يندفع لفعل ما لم يفعله النظام الساقط من تدمير الأنفاق وتشديد الحصار على غزة أو بالمزيد من التنسيق الاستخباري مع الاحتلال .. الرد الحقيقي يجب أن يكون برفع الحصار عن غزة وبالمزيد من التنسيق مع حكومة الثورة الشقيقة فيها وبعدم إعطاء فلول النظام الساقط فرصة أن يعودوا للمشهد السياسي والإعلامي وادعاء الوطنية واستغفال بل استهبال الشعب الذي سفحوه وسفكوا دمه ولم يرعوا فيه إلا ولا ذمة ..