14 سبتمبر 2025

تسجيل

بين غزوة بدر ومجزرة رفح

09 أغسطس 2012

في ليلة الفرقان كان النصر من الرحمن يوم التقى الجمعان من كتائب المجاهدين من الصحابة رضوان الله عليهم مع المشركين الذين كفروا بالله واضطهدوا المسلمين قتلا وتعذيبا وطردا بل تخلوا عن عروبتهم فقتلوا سمية بحربة في موضع عفتها فاستشهدت، ونهبوا أموال الصحابة وتاجروا وربحوا منها الكثير، وكانت النتيجة أن أخرج الله المؤمنين في غزوة بدر لملاقاة كفار قريش رغم ما قاله سبحانه: "كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ * يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ * وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ" (الأنفال: 5-7)، وفعلا كانت غزوة بدر بداية لقطع دابر الكافرين فيما اكتمل بعد ذلك بفتح مكة في العاشر من رمضان، ومن العجائب القرآنية في كتابه قوله تعالى: "فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" (الأنعام:45)، واليوم وما أدراك ما اليوم تأتي مجزرة رفح في ليلة الفرقان لجنودنا البواسل في ليلة الفرقان يوم السابع عشر من رمضان 1433هـ وفي وقت الإفطار حيث جاء في الحديث الذي رواه مسلم أن للصائم فرحتين: (فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه)، فأراد الله تعالى أن تكون فرحة الشهادة أعظم من فرحة الإفطار ليختارهم الله تعالى عنده ونرجو أن يكونوا في أعلى عليين وأن يربط على قلوب أهلهم أجمعين وأن يشفي الجرحى ليعودوا لأهلهم سالمين، ولعل هذه المجزرة من المكر السيئ الذي سيرتد على فاعله بقطع دابره لقوله تعالى: "وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِين" (النمل: 50-51)، فقد أريد بهذه الحادثة اهتزاز موقع الرئاسة تمهيدا لتحطيمه، ويقيننا أن الله معه وسيحفظه لحفظه القرآن، ثم لحسن تدبيره وحكمة تصرفه، واتخاذه الشورى منهاجا في إدارته، وحزمه في قراراته، وعزمه على نهضة مصرنا، وسيرتد السحر على الساحر إن شاء الله، لتكون حسرتهم مضاعفة، كما أريد بهذه المجزرة العودة إلى خنق غزة وتشديد حصارها من جديد ولذا خرجت كل الأبواق الفارغة والنفوس المريضة، والحناجر البغيضة توجه الأنظار إلى خراب الديار المصرية بيد الأشرار من أهل غزة عامة وحماس خاصة، وصدق فيهم قول الشاعر الشيخ القرضاوي في حجم التدليس في نسبة كل مصيبة للإسلاميين خاصة: فوالله لولا خشية العزال      لقلت هم محركو الزلزال فأهل غزة وحماس هم في حبة العين بل فوق الرأس، هم من حموا مصر من تمدد بني صهيون في سيناء، هم من علّموا العالم أن سيْفهم لم يتوجه يوما واحدا لأي إنسان في العالم من شرقي أو غربي، عربي أو أجنبي لأنهم تجردوا لله في مهمة واحدة وهي جهاد ومقاومة الصهاينة، وتأريق مضاجعهم، وتحريق مواقعهم وتحرير الأقصى والأسرى والقدس وفلسطين من احتلالهم، فهل هناك قضية واحدة حقق فيها القضاء في أية دولة في العالم تثبت تورط غزة العزة أو حماس في قتل واحد من غير الصهاينة في الأرض المحتلة، مع حقهم في الرد بالمثل على قتل أبطالهم خارج فلسطين مثل المبحوح الذي قتل بدبي، ولم أجد شعبا وحكومة يثنون على مصر وأهلها، مثل شعب غزة وحكومتهم، ولم أجد شعبا وحكومة صبروا على أذى النظام السابق مبارك وعمر سليمان وأجهزة أمن الدولة مثل شعب وحكومة غزة، لكن الإعلاميين الذين يصدق فيهم قوله تعالى: "وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ" (الواقعة:82)، وكانوا أبواقا فارغة لمبارك وسليمان وأمن الدولة والصهاينة هم هم اليوم يطلقون حممهم وغضبهم على غزة العفيفة المحاصرة فلم يلوحوا باللائمة على بني صهيون أعداء الله ورسله وقتلة الأنبياء والشرفاء، وقد ورد القتل منسوبا إليهم في القرآن 43 مرة وقد قدر الله تعالى أن تكون أطول سورة في القرآن سورة "البقرة" وأطول مشهد فيها عن بني إسرائيل، وأوضح صفة لهم هي القتل، وكان أحد أسباب ذبح البقرة أن قوما من بني إسرائيل قتلوا ابن العم ليرثوا العم الغني ثم اتهموا الجيران بالقتل ثم طالبوا الجيران البرآء بالدية فكان قوله تعالى: "وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ * فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" (البقرة:72-73)، والعجيب أن الله تعالى عدل عن التعبير بالفعل المضارع "والله أخرج" الذي يفيد الماضي فقط إلى اسم الفاعل "والله مخرج" لأنه يفيد الاستمرار ليقول لنا ليست قصة بني إسرائيل في الماضي بل سيكررونها  في كل زمان، وسوف يُخرج الله ما كتموه ودبَّروه ويرتد المكر عليهم فيقطع دابرهم من القدس وفلسطين كما قطع الله دابر المشركين من مكة، ويؤيد أن القتل من خصائص بني إسرائل التعبير بلفظ "كلما" الذي يفيد تكرار الجواب كلما تكرر الفعل ومن ذلك قوله تعالى: "أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ" (البقرة: من الآية 87).  يا قوم سلوا هؤلاء الأُجراء من الإعلاميين هل لهم كلمة واحدة ضد الصهاينة الذين احتلوا قدسنا ودنسوا أرضنا وهجروا ستة ملايين فلسطيني قهرا وقتلوا وسفكوا واعتدوا وبغوا وظلموا ، هل انتصروا حتى لدماء المصريين الذين خرجت طائرات العدو الصهيوني يقتل سبعة من ضباطنا وجنودنا المصريين يوم 18/8/2011م على الحدود نفسها وعندما طالبت بالقصاص بكلمات على منبر مسجد الفتح حوَّلني بقايا النظام السابق للنيابة، لم تدافعوا عن شرف مصر لمّا أطلق الصهاينة الصواريخ مرارا على أهل رفح المصرية وهم في بيوتهم فأصابوا وقتلوا الأطفال والنساء، ولم يقل من قتلوهم بالمنطقة عن 150 مصريا من الجيش والشرطة والمدنيين، واليوم تخرجون بهذا الحقد الأسود زورا وبهتانا على أهلنا في غزة لتضللوا العدالة والقضاء والجيش والشرطة عن ملاحقة الجناة الحقيقيين الذين استفادوا من إغلاق معبر رفح وكرم أبي سالم، ووقف ضخ السولار القطري وإنهاك ضيوف الرحمن العائدين من العمرة لبلدهم فلسطين أو منع الذاهبين للعمرة للعشر الأواخر، وجعل أيام العيد جفافا ظلاما، هل هؤلاء هم الجناة على أنفسهم؟!، ولماذا لم تفعل حماس أي رد فعل على قتل الزهري وغيره أيام حسني باراك؟! وهم اليوم يجدون باب الرئاسة مفتوحا فيوصدونه؟!، يا قوم بقية من حمرة الخجل يا أهل الخسة والدجل فالمجزرة مفضوحة أن وراءها الصهاينة والعملاء المتصهينين وصدق الشاعر الأزهري محمود داوود حين قال : يا لعنة ضمي بقعر جهنم    عمدًا يهوديا على متهوِّد وأخشى أن يكون المتهودون ركاما من كارهي د مرسي وجماعته في مصر وغزة والعروبة وأهلها والأمة بأسرها. على كل نحن موعودون من الله أن يخرج أضغانهم، ويبطل مكرهم، ويزهق نفوسهم ويقطع دابرهم، والحمد لله أنها وقعت ليلة غزوة بدر لتجري على المشركين والمنافقين سنة الله فيهم، فتفاءلوا بالخير تجدوه، ويقيني أن الغد أفضل لمرسي ومصر وفلسطين والأمة كلها ولكن المنافقين لا يفقهون.