22 سبتمبر 2025

تسجيل

الفكر السياسي والفكر المدني

09 يوليو 2023

غلبت قطر الفكر المدني الثقافي والتنموي على السياسي في الغايات العليا للدولة، وهو منطلق فطري لدى سكان قطر التي لم تحدث داخليا اي حروب او انشقاقات او حتى انقلابات خارج الغايات العليا المدنية، فالمقاصد من رجالات قطر كانت دائما تحمل عناوين مدنية مثل التنمية المستدامة الكرامة التقدم التطور الامن والسلم الحوار التعليم الصحة والثقافة بابعادها الانسانية، فكل انسان مولود بكرامته لا تنتهك ولا يعتدى عليه فردا او مجموعة او بلدا، وهذه العناوين تحمل في طياتها العمل الاداري والتنموي والدبلوماسي وتحيد وتنزع السياسي بالثقافي التنموي، بحكم ان السياسي هو القدرة على التمييز بين من هو عدو ومن هو صديق، فتبدأ عملية الفرز والتحزب، فينزع للتوسع والتدخل في شئون الغير وعليه دخول الحروب والنزاعات ومحاولات التوسع وبناء الامبرطوريات، وهو ما يسبب الهدر في الموارد الطبيعية والانسانية وحرب العراق خير دليل على مدى الخسائر في الممتلكات والارواح والمقدرات والكل خسر في تلك الحرب وكل حرب قبلها او بعدها، ولا ننسى كلمات جورج بوش من ليس معنا فهو ضدنا من ليس بصديق فهو عدو، الجنوح للسلم وعملية البناء والتشييد بدون هيمنة وبدون سيطرة على الآخر هو السبيل لحياة انسانية كريمة تعتمد العلاقات البشرية التي تكمل بعضها البعض فمفهوم العولمة هو اعتماد الاقتصاد الاكثر كفادة وعليه فاذا قام كل بلد بانتاج ما يتميز به فيقدمه للعالم اصبح الاقتصاد العالمي على افضل وضع والمستفيد هو البشرية جمعاء، المفاهيم المدنية هي اجدى وما منظومة الامم المتحدة الى جهد الانسانية في محاولة لتحييد ما هو سياسي بين دول العالم ووضع قانون دولي يلجم اطماع وسلوكيات التنمر والتعدي لدى بعض الدول والتي لا زالت تجتر افكار الماضي دون الوعي على مدى ما وصلت له الانسانية من قناعات وعقيدة تنافي مثل هذه السلوكيات من قبل الجماعات والدول، قطر وبطبيعتها وخصوصيتها التاريخية شرعة في تحمل هذا الدور وكانت رائدة من خلال ما حققه من نتائج باهرة على كل المستويات الاقليمية والعالمية وصولا الى اتفاقية السلام بين امريكا وافغانستان، وكونها الدولة الوحيدة التي لها شراكة مع ايران والولايات المتحدة الامريكية على اراضيها وهي الطرف الوحيد التي تثق به كلتا الدولتين مع طبيعة علاقاتهما مع بعضهما وهي حلقة الوصل بينهما للتواصل وايجاد سبل التعايش المشترك، خيار المدنية لقطر هو الخيار الانساني فان دعمها الاقتصاد العالمي بالطاقة النظيفة او استضافة العالم على اراضيها او الاستثمار في مختلف الاقتصادات كل هذا يعزز من دورها المدني من افريقيا والى اوروبا مرورا بمنطقة الخليج ووصولا لامريكا الشمالية والجنوبية والى الصين، قطر ترى في علاقاتها مع الدول علاقات انسانية داعمة للشعوب وليست علاقة استغلال او مصالح ذاتية بل هو عمل جماعي فمن حق كل دولة وكل شعب ان يحظى بالعيش الرغيد والكرامة ولا يحق لدولة على حساب دولة اخرى ان تستغل مواردها او تهيمن على مقوماتها لانها تملك القوة الغاشمة، لا بد للبشرية ان تنصرف للعمل والبناء والتشييد بدل الحروب والتدخل في شؤون شعوب اخرى، هذا بطبيعة الحال ينفي مفاهيم الاستعمار المرفوضة من البشرية جمعاء، واليوم قدرات الامم لا تقتصر على الموارد الطبيعية بل على الابداع والانتاج والابتكار ولذلك لم تعد الارض هي فضاء المنافسة بل الفضاء العلمي والممارسات والفضاء الفكري والانتاجي، تحييد السياسي واعتماد المدني الخيار الوحيد للامم للتعايش والتكامل فامريكا في حاجة الصين والصين في حاجة امريكا وفي ذلك كل دولة وكل شعب.