19 سبتمبر 2025
تسجيلهكذا الحياة نكون فيها لحظات أو أياماً أو سنوات ثم يتوقف العمر في يوم ما ووقت مكتوب وتطوى صحائف الأعمال في هذه الدنيا، وبعدها يتوقف كل شيء، وترحل هي معنا، نسأل الله حُسن الخاتمة. عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا مات الإنسانُ انقطع عملهُ إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" رواه مسلم. في يوم السبت 16/شوال 1439 من الهجرة الموافق 30/يونيو/2018 من الميلاد جاءنا خبر وفاة الأخ العزيز والحبيب في الله محمد بن مبارك العدساني (أبو فهد) رحمه الله والذي وافاه الأجل يوم الجمعة 15/شوال/1439 من الهجرة الموافق 29/يونيو/2018 من الميلاد بأمريكا وهو في رحلة علاج، فإذا بالموت يأتيه وهو هناك رحمه الله، وفي يوم الأربعاء مساءً 20/شوال 1439 من الهجرة الموافق 4/يوليو 2018 تم الصلاة عليه بعد صلاة العشاء ودفنه بمقبرة مسيمير، وما الجموع التي أتت للصلاة عليه واتباع جنازته حتى دفنه والوقوف عند قبره بعد الانتهاء من الدفن للدعاء له رحمه الله إلاّ دليل على محبة الناس له، " أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ ". وأذكر آخر يوم قابلته وسعدتُ برؤيته رحمه الله يوم حفل زواج ابنه (خالد) وكان في صحة جيدة وعافية منه سبحانه وتعالى بعد عودته من تايلاند من رحلة العلاج، وكان يرد عليّ عندما تسأله عن صحته بالحمدلله وبخير وفي صحة وعافية. وكنتُ قد تواصلت معه لا أذكر قبل رمضان أو في بدايته أسأله عن صحته وأبارك له بشهر رمضان وكان يرد عليّ بأنني بخير والحمدلله، ولم أعلم أنه في أمريكا للعلاج إلاّ يوم جاء خبر وفاته هناك رحمه الله. رحل الأخ محمد العدساني رحمه الله ولحق بالأخيار من أصحاب الخلق والفضل والصلاح والإصلاح والدعوة والعمل والثبات والتجرد نحسبهم كذلك جميعاً ولا نزكي على الله أحداً، من أمثال الدكتور محمد عبدالله قطبة والدكتور محمد نور أمين المراغي والشهيد علي حسن الجابر رحمهم الله جميعاً. " سنظل نشتاق حتى نلتقي... رحم الله النوادر من الرجال" تغريدة للأستاذ محمد المطاوعه يحفظه الله. رحل الأخ الحبيب محمد العدساني رحمه الله صاحب القلب الطيب والوجه البشوش والمبتسم لكل من يلقاه، والابتسامة لا تغيب عن محياه رحمه الله، رحل صاحب المعشر الطيب، والحياة البسيطة والعفوية من غير تكلف، ساعياً للخير محباً له، رجلاً لم تغيره الحياة وزينتها ومباهجها، رجلاً محباً لدينه ودعوته ولوطنه وأمته، رحل الأخ العزيز الحبيب في الله محمد العدساني رحمه الله ولم يتراكض وراء الشهرة ومواطنها ومنصاتها، يحب العمل بصمت، "وكان حريصاً على معرفة الحلال والحرام، وكثير السؤال عن صحة الأحاديث" رحمه الله، كما ذكر ذلك الدكتور محمد الشيب يحفظه الله في تغريدة له. " لم أعرفه شخصياً، ولكني لم أشهده إلاّ معتكفاً مصلياً في منطقة اللقطة يوم أن كنا نعتكف"، " رجل مصاحب للقرآن"، تغريدة للأستاذ محسن الهاجري يحفظه الله. والخير إن شاء الله موصول في أسرته من أبناء وإخوان كرام يحفظهم الله ويبارك في أعمالهم وأعمارهم. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته: علمًا علَّمه ونشره، وولدًا صالحًا تركه، ومصحفًا ورَّثه، أو مسجدًا بناه، أو بيتًا لابن السبيل بناه، أو نهرًا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته يلحقه من بعد موته " رواه ابن ماجه. "ومضة" اللهم إن محمد بن مبارك العدساني في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِ من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر له وارحمه، فإنك أنت الغفور الرحيم. اللهم إن عبدك محمد بن مبارك العدساني كان يشهد أن لا إله إلا أنت، وأن محمداً عبدك ورسولك، وأنت أعلم به، اللهم إن كان محسناً فزد في إحسانه، وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيئاته، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده.