28 أكتوبر 2025
تسجيلمن مشايخنا الأجلاء الذين أخذنا عنهم و استفدنا من علمهم وأدبهم محدث المدينة النبوية و عالمها الكبير الشيخ عبدالمحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله ورعاه و ذلك أنه بعد أن انتهى من تدريس سنن ابن ماجة في الحرم قرر أن يرجع إلى صحيح الإمام البخاري، و قد اشتهر الشيخ بأنه يعد أول من أنهى تدريس الكتب الستة في الحرم من ثلاثة قرون تقريبآ.و قد حضرنا درسه في صحيح البخاري في الجهة الغربية من الحرم الشريف، وكانت عادته أن يقرأ الطالب عليه الحديث، ثم يأخذ الشيخ في التعليق على إسناد الحديث أولا و بعدها يذكر الفوائد من الحديث.وللشيخ مهابة قل مثلها في أهل العلم، حتى أن طلابه من هيبته لا يتجرأ أحدهم بطرح سؤال إلا بعد أن يتأكد من فائدته وجدواه.وقد وهب الله الشيخ قوة في الحفظ كنا نتعجب منها أحينا، وقد ذكر لي جاري الدكتور نصر العصفور بأنه سئل الشيخ عن هذه الذاكرة و خاصة في أسماء رجال السند فقال له الشيخ بأنه لا يتكلف حفظها.و في المستوى السادس درسنا شيخنا المبارك في الجامعة سنن ابن ماجة و من توفيق الله و كرمه وفضله عليَّ أن كنت القارئ في الفصل و كان هذا بقدر الله أن الشيخ قال: من يقرأ؟، و لم يكن أحد عنده كتاب سواي، فاستفتحت و قرأت وهم الشيخ بالشرح. و كنت في البداية إذا أخطأت أثناء القراءة يصوبني الشيخ بنوع من الشدة و ذلك ليختبر حرصي، ولكني بعدها بدأت أحضر للدرس قبل الحضور، و مع مرور الأسابيع بدأ الشيخ يرتاح إليَّ ويمازحني أحيانآ بفوائد علمية.وحتى أن الشيخ كلفني بقراءة كشف الحضور عليه، وكنت لكثرة أعداد الطلبة، الذين يربو عددهم على الستين تقريبآ ، لا أقرأ اسمي و لا اسم الشيخ عبدالعزيز وأكتفي في البقية بالاسم المفرد إلا إذا كان الاسم مكررا فأذكر اسم والده، و في اخر حصة ذكرت أسماء الطلاب كاملة وحينما قلت: محمد بن أحمد العليميقال الشيخ من محمد بن أحمد فرفع الطالب يده، و قال له الشيخ هل والدك من الإمارات و أصلكم كذا و كذا و بدأ يذكر والده فتعجبت من قوة ذاكرة الشيخ حفظه الله ونفع بعلمه ، وجزاه الله عنا خير الجزاء.