13 سبتمبر 2025

تسجيل

تغير الاتجاهات يؤدي إلى اختلال التوازن العاطفي للجماعات

09 يوليو 2015

قال صاحبي: "إن تغير الاتجاهات يؤدي إلى اختلال التوازن العاطفي للجماعات".قلت: كيف؟ أفدني أفادك الله.قال صاحبي: يسجل التاريخ القديم أن يوليوس قيصر مات مطعونا بخناجر أعضاء مجلس السيناتوبروما، وخرج انطونيوس (حليفه) على الناس، وتحت إبطه عباءة قيصر.وبيّن للجميع أنه من أوائل الشاهدين على أخطاء قائده قيصر، ولكنه انتقد الطريقة الوحشية التي بها اغتيل قيصر، وأخرج من تحت إبطه – بغتة – عباءة قيصر المليئة بالثقوب قائلاً: أهكذا يعامل أكبر رأس في روما؟!عندئذ تغير الاتجاه السلبي نحو قيصر إلى اتجاه إيجابي لصالح قيصر وتابعيه وبذلك اختل التوازن العاطفي للرومان، وتدور الأيام فيصبح انطونيوس حاكما لروما، ويقع في الأخطاء التي وقع فيها قيصر، وتحدث معركة اكتيوم البحرية التي انتهت بانتصار الأسطول الروماني على الأسطول المصري. ولكن إعلام كليوباترا وانطونيوس زوّر الحقائق وقلب الهزيمة إلى نصر وانقلب الاتجاه السلبي إلى إيجابي لصالح كليوباترا وانطونيوس واختل التوازن العاطفي للشعب المصري، ويعلق أمير الشعراء على ذلك بقوله:أثر البهتان فيه ... وانطلى الزور عليهياله من ببغاء ... عقله في أذنيهوفي العصر الحديث وتحديدا بعد نكسة 1967م، اقتنع أغلب الشعب المصري بأن عبدالناصر (ضيّع البلد) ولكنه بعد أن أعلن تنحيه عن الحكم تحول الناس من الاتجاه السلبي إلى الاتجاه الإيجابي – لاختلال التوازن العاطفي – ونادوا بأن "لا رئيس إلا جمال"، واليوم تطالعنا الجرائد القاهرية بأن الأطباء النفسيين وعلماء النفس صرحوا بأن ظهور مبارك خلف القضبان تسبب في اختلال التوازن العاطفي للمصريين، ولنترك المجال للأطباء النفسيين وعلماء النفس علّنا نلمس أثر تغيير الاتجاهات في اختلال التوازن العاطفي للمصريين.فالدكتور أحمد عكاشة رئيس الجمعية المصرية للطب النفسي أشار إلى أن صورة مبارك في القفص أكسبته تعاطف الكثير من الفئات خاصة النساء والأمهات، ومن تربوا تربية أبوية، تقوم على أنه مهما أخطأ الأب فهو الصحيح، موضحا أن هؤلاء يشاهدون الصورة بقلوبهم ويقولون لأنفسهم: "إنه مسن وضعيف ولا يستحق ذلك".وأوضحت د. نجية اسحاق أستاذ علم النفس الجنائي بجامعة عين شمس أن الشعب المصري يتسامح وينسى الإساءة، خاصة أن هناك بعض الأفراد الذين لم يضاروا من حكم مبارك، بالإضافة إلى أن وجود مبارك على سرير المرض أثار مشاعر بعض معارضيه لكونه مريضاً.واعتبر د. مصطفى شاهين أستاذ علم النفس بكلية طب قصر العيني، أن انقسام صفوف المصريين بين متعاطف وسعيد بالمحاكمة أمر طبيعي، موضحا أن ظهور مريض على سرير المرض خلف القضبان يثير شفقة أي إنسان، وفي الوقت ذاته محاكمة قاتل لشعبه أمر يثير سعادتهم، مؤكداً أن هذا سبَّب اختلالاً في التوازن العاطفي للشعب.