14 سبتمبر 2025

تسجيل

الملف النووي الإيراني.. لحظات الاتفاق أو اللا اتفاق

09 يوليو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); حتى كتابة هذه السطور لم تصل المفاوضات التي تجري في فيينا بين إيران ودول 5+1 بشأن الملف النووي الإيراني إلى صيغة نهائية للاتفاق الإطاري الذي أعلن في شهر أبريل الماضي وسط خلافات حادة بين الطرفين بشأن موعد إنهاء العقوبات, ومسألة التفتيش على المنشآت الإيرانية وحدود هذا التفتيش. هذه المرة المناورات لا تخدم إيران فالصبر الأمريكي والمرونة التي أبدتها إدارة باراك أوباما الديمقراطية وصلت إلى نهايتها على ما يبدو في ظل ترقب من الكونجرس الأمريكي ذي الأغلبية الجمهورية، ما يجعل التوقعات متطرفة جدا, فإما اتفاق نهائي وشامل أو تعثر حقيقي للمفاوضات قد يؤدي إلى إنهاء اتفاق رفع العقوبات المؤقت. من العوامل التي جعلت هذه الجولة من المفاوضات غير مرنة ومشوبة بالحذر الشديد قيام البرلمان الإيراني بإصدار تشريع يجعل الموافقة النهائية لأي اتفاق مع دول الغرب منوطة بالمرشد الأعلى للثورة الإيرانية, وأيضا قيام الكونجرس الأمريكي في موازاة ذلك بإصدار قانون يلزم الإدارة الأمريكية بعرض أي اتفاق نهائي على الكونجرس لمناقشته.وتشاء الصدف الدستورية أن تجعل من يوم التاسع من الشهر الجاري فاصلا في الأمر, فتقديم مشروع الاتفاق النهائي للكونجرس الأمريكي قبل منتصف ليلة التاسع من يوليو يعني أن التصويت على المشروع سيكون خلال 30 يوما في حين سيؤدي عرض المشروع بعد منتصف تلك الليلة إلى التصويت عليه خلال 60 يوما, وبالطبع الكونجرس الجمهوري ذو الأغلبية الجمهورية سيكون سعيدا جدا إن تأخر عرض المشروع.ولهذا صرح متحدث باسم الإدارة الأمريكية بأن يوم السابع من يوليو (أول أمس) سيكون موعدا نهائيا للوصول إلى أي اتفاق نهائي وإلا فقد تنهار هذه الجولة من المفاوضات.في كل الأحوال الموقف الإيراني سيكون ضعيفا جدا إن لم يتم التوصل لاتفاق نهائي في هذه الجولة, فالاحتمالات تشير إلى أن دول 5+ 1 قد تعيد تطبيق جزء من العقوبات, التي رفعتها مؤقتا قبل سنتين لتشجيع إيران للتوصل للاتفاق النهائي, والمبرر أن عودة العقوبات قد تخفف من حدة تشدد جناح المرشد في المفاوضات وقد يقود ذلك إلى حل حقيقي.العالم يحبس أنفاسه في لحظات حرجة قد تنتهي بانفراج حقيقي لمعضلة الملف النووي الإيراني ولملفات أخرى تتعلق بالإقليم, وقد تنتهي، لا سمح الله، بتصعيد خطير قد يفجر الأزمات الإقليمية مرة أخرى باتجاه تقليم المخالب الإيرانية, وباتجاه إعادة هذه المخالب للمنطقة بصورة أكثر بشاعة.وبالطبع الشعوب في كل الأحوال هي من ستدفع الثمن من لحمها الحي.