14 سبتمبر 2025

تسجيل

الإيمان الحقيقي

09 يوليو 2012

الإيمان الحقيقي هو أنك تؤمن ومن قلبك، وأن تؤمن بأن هذه الدنيا لا تساوي شيئاً، ويكون تفكيرك منصبا على الآخرة وأن تعمل من أجل الآخرة ويجب أن تؤمن بأن كل ما يحدث لك في الدنيا هو خير لك، سواء كان سراء أم ضراء لأن الذي تراه شرا أو مصيبة هو عند الله خير وخير كبير. قال صاحبي: كيف أعرف إذا كنت مؤمنا أو لا؟ قلت: لن تعرف ذلك إلا إذا وقعت في مشكلة أو ابتلاء، واضرب لك مثلا: هناك رجل خسر مليون ريال أصابته سكتة قلبية، وهناك رجل آخر خسر نفس المبلغ ولكنه جلس راضيا مطمئناً ولم يصبه أي شيء، لماذا؟ لأن الثاني يخاف الله ومؤمن به، ويعلم أن هذا ابتلاء من الله، وأن الله سيعوضه أضعاف هذا المبلغ حسنات يوم القيامة، أجراً له على صبره. والرجل الأول لا يؤمن بالله، وهمه الدنيا ولا يؤمن بأن الله يجعل له بعد عسر يسرا. دخل المسلمون في غزوات رهيبة، وبأعداد قليلة. مثل غزوة بدر فهذه الغزوة بالمنطق والعقل وبعملية حسابية كان يجب أن ينتصر فيها المشركون، ولكن بالقلب والإيمان والتوكل على الله انتصرت أمتنا، وبعدها وبإيمانهم المطلق بالله حكموا العالم، والآن المسلمون ومع أعدادهم الرهيبة (مليار ونصف المليار) ومع ضعف الإيمان أو عدمه، يتحكم فيهم القلة القليلة بسبب عدم وجود الإيمان الحقيقي بأن الله يقدر على كل شيء ولدرجة أن هناك بعضا من المسلمين يؤمنون، بقدرة أمريكا أكثر من قدرة الله والعياذ بالله من ذلك. لم نسمع يوماً بأن أحد الصحابة أغلق باب بيته وجلس مكتئباً وانعزل عن الناس لأن مصيبة أصابته لأنهم كانوا مؤمنين ولا تهمهم المصائب ولا الابتلاءات بل على العكس كانوا يفرحون بها لإيمانهم بأن لهم أجرا عظيما، عند الله من وراء هذه الابتلاءات. أما في أيامنا هذه فإني أعرف شخصاً أغلق الباب على نفسه سنتين، ولم يخاطب أحدا وسخط على ربه لأن ابنه توفي في حادث، هنا الفرق بين الشخص المؤمن والشخص غير المؤمن. هل تريد – يا صاحبي – السعادة في الدنيا؟ هل تريد أن تكون أغنى الأغنياء؟ هل تريد أن تملك كل الدنيا ولك ما بها من نعيم وخير؟ عليك بالإيمان، عليك بالإيمان وليس غير ذلك، المسلمون في السابق حكموا العالم وحصلوا على خيرات الدنيا، وحصلوا على المال والذهب والجاه والعز، وكل ذلك بالإيمان ولأنهم اشتروا الآخرة وباعوا الدنيا، فجاءتهم الدنيا تجر أذيالها، فالدنيا خسيسة تبيع من يشتريها وتشتري من يبيعها، والآخرة كريمة تشتري من يشتريها وتبيع من يبيعها. هذا وبالله التوفيق.